رسائل إبداعية/ للكاتبة - مباركة الزبيدي

الإنسانية الحقيقية والإبداع

يردد كثيرون ممن تزدحم بهم مواقع التواصل الاجتماعي جمل وعبارات مرتبطة بالإنسانية ، وينسبون هذه الإنسانية لأنفسهم ، كما ينسبها لهم غيرهم ، أو يصفون بها آخرين ، إلا أنه عند الاحتكاك مع بعضهم نجد أن هذا المصطلح منهم براء إلى حدٍ كبير!! ، نعم فهذا المصطلح للأسف الشديد قد انتسب له من لا يدرك فصول وأبواب معانيه التي هي من الفضائل التي حثنا عليها ديننا الإسلامي كمكارم أخلاق يرتقى بها درجات الجنان قبل أن تنسب للإنسانية ويشاركنا في ذلك مشاهير الغرب .

الإنسانية ليست بإطلاق الشعارات
ولا بإقامة المناسبات ، ولا بتوزيع الهدايا والهبات ،
الإنسانية الحقيقية هي أن يتعامل الإنسان مع أخيه الإنسان كما يحب أن يعامل هو به ، أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، وأن يعينه على قضاء ما استصعب عليه ، وإن لم يجد ، أو يستطع يقدم له الدعم المعنوي وإن لم يستطع فبكف لسانه ويده عنه ، لا أن يمن عليه بما قدم كلما حدث بينهما أدنى خلاف ؛
فكيف لنا أن نلقب من يستغل المواقف التي تحدث بينه وبين أخيه للنيل من أخيه والتشهير به ، أو من يستغل من يتواجد معه بطرق غير مباشرة ليصعد على أكتافه برائد من رواد الإنسانية ، أو ممن يتسمون بها ؟!.
أقول : إنه من السهل جداً منح أي شخص أرقى الألقاب وأجملها ، لكن بنظرة تأمل عامة من خارج الإطار سنجد أن هناك كماً من الأشخاص قد نالوا ألقاباً لا تتناسب مع صفاتهم وما لقب الإنسانية إلا واحداً منها ولكي يحقق مجتمعنا التميز بكل إبداع ورقي لا بد من أن تعطى الألقاب لمن يستحقها حقيقة حتى لو كان لقباً معنوياً فالدعم المعنوي يفعل مالا تفعله مليارات الريالات وعندما تنسب الإنسانية على سبيل المثال لمن لا يستحقها فسوف يكون ذلك من تحديات الإبداع ، حيث سيتم إخفاء الإبداع الحقيقي خلف الكواليس في مقابل ظهور من يستطيع الظهور وإن كان غير جديرٌ بذلك !!.

بقلم / مباركة الزبيدي
كاتبة وإعلامية

مباركة الزبيدي

كاتبة وإعلامية _ سعودية باحثة و مختصة في علم الاجتماع مدربة في التنمية البشرية مهتمة بالمواهب

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى