رسائل إبداعية/ للكاتبة - مباركة الزبيدي

التحديات والعلاج

تمر بنا بين فترة وأخرى عدد من التحديات أو المشكلات التي تحتاج إلى حل وعلاج ـ والتي قد تختلف في كمها وكيفيتها ودرجة ومقدار التأثر منها وبالتالي قد تختلف طريقة حلها وإيجاد العلاج لها، وفي أحيان كثيرة بنسب السبب عند حدوثها للقضاء والقدر ، أو لأسباب اجتماعية أو نفسية أو لبيئة العمل ….. الخ) ، لكن لو تأملنا جيداً نجد أن منبع كثيراً منها هو الفرد نفسه ، وأنا هنا لا أنكر التعرض للابتلاءات ، أو وجود مؤثرات خارجية ، لكن المقصود أن الإنسان ينبغي عليه ألا يجعل من كل تحدٍ أو ضائقة يمر بها عذراً يقف عنده وينسبه لغيره ليجد له بذلك مسلكاً للهروب من واقعه وتصويب أخطائه ومعالجة أسبابها ، خاصة تلك التي ترتبط بأساليب حياته وتعامله مع خالقه أولاً ، ثم مع الآخرين المحيطين به ؛ فإن أولى خطوات العلاج وحل المشكلات تبدأ بالتأمل في ذاته تأمل موضوعي بنظرة باحثٍ ناقد لا نظرة فخورٍ ومغرورٍ معجب ، لأنه لكي يجد الحل لابد أن يكون محايداً لكي يستطيع التعرف على ماهو مهم علاجه وكيف يمكنه إصلاحه ، وهذا لا يعني التجرد من حب الذات وجلدها ، وإنما بهدف الرقي بها والوصول إلى الأفضل ، فلا بد من حب الذات لكي يقدم من هذا الحب للآخرين بأريحية ، ويتحقق حب الذات  بتطويرها وتعديل ماعليها من ملاحظات ونحوها مبتدئاً بتقوية إيمانه وعلاقته بالله سبحانه وتعالى ، ثم بأداء حق البشر والوفاء بما لهم عليه من حقوق مادية ومعنوية ، وبذلك فهو بإذن الله سوف يعالج الكثير من التحديات التي قد يتعرض لها ، ليس هذا فحسب وإنما يقي نفسه منها قيل حدوثها وكما قبل الوقاية خير من العلاج .

ــــــــــــــــــــ

 بقلم / مباركة الزبيدي
كاتبة و إعلامية

مباركة الزبيدي

كاتبة وإعلامية _ سعودية باحثة و مختصة في علم الاجتماع مدربة في التنمية البشرية مهتمة بالمواهب

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى