رسائل إبداعية/ للكاتبة - مباركة الزبيدي

الهلال والسمو

السمو هو المكان العالي والمرتفع ، والهلال المقصود هو القمر المضيء ، الذي نراه في الأفق ، ووقع اختياري على الهلال لأنه يمر بمراحل وأشكال قبل أن يكتمل بدراً ، وفي الوقت ذاته لا يمكن الوصول إليه إلا بالكفاح والعمل الجاد سواءً كان ذلك عملياً على أرض الواقع من خلال مركبات الفضاء ، أو معنوياً عن طريق بلوغ المجد بالوصول إلى ذروة التفوق والتميز وتحقيق النجاح .أما كلمة الإبداع المقترنة بالسمو فهي مرتبطة بالذات الإنسانية وأهدافها ، وهذا هو ما أود أن أرمي به هنا ؛،
بتأكيد لكل واحد منا أهداف وطموح يتطلع للوصول إليها ، لكن ليس الجميع بذات الطرق للوصول لتلك الغايات ، فهناك من يفكر ويخطط فقط دون بذل مجهود وينتظر أن يصل ، وهناك من  يسعى ويرضى بالقليل  ،
وأخيراً هناك من يظل يتحدى الصعاب إلى أن يعانق السحاب فوق القمم ،كما أن طموحهم لا ينتهي ، بل يودعون العالم  وهم يتطلعون إلى الفوز بأعلى مراتب الجنان وهي الفردوس ، فهؤلاء هم حقاً أصحاب الأهداف السامية والهمم العالية ، إذاً السمو الحقيقي  ليس بتحقيق جاه أو منصب وليس بتحقيق مكانة مرموقة ، أو نيل جائزة ، أو حتى، لكن السمو الحقيقي هو بوضع هدف عالٍ جداً ومحاولة الوصول إليه ، وليتخيل كل منا نفسه في الأفق محلقاً في منطادٍ ملون مع كل ليلة يكتمل فيها الهلال بدراً  ..

بقلم / مباركة الزبيدي
كاتبة وإعلآمية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى