مداد/خاص مقالات مضاوي

دوامة التسويف

نحن نمضي في معترك الحياة مجاهدين نقاتل في سبيل أهدافنا والجميع يسعى وراء هدف واحد ألا وهو السعادة  ولكننا دائماً ما نلهث وراء المزيد منها ساعين خلف سعادة أكبر  فطالب العلم ود لو تخرج وأنهى دراسته، والموظف يتمنى أن يتزوج فيكون أسرة صغيرة، والمتزوج يطمح في إنجاب الأطفال ويؤجل سعادته حتى يزوج  أبناءه ويطمئن على مستقبلهم، وهكذا يدور الإنسان في حلقة مفزعة  تدعى دوامة التسويف، فلا يهنأ له بال حتى يحقق أهدافه الكبيرة وينجز طموحاته العظيمة ويبصر  أحلامه الوردية ماثلة أمامه على أرض الواقع.
لذلك أقول إن الإنسان لا يكتفي بمالديه وغالبا لا يقنع بما قسم الله له فهو بذلك يطمع بالمزيد من كل شيء.
فيا أيها الإنسان كن متحليا بالقناعة وارض بما كتب لك واضعا  قدميك  على أرض صلبة {فليس للإنسان إلا ماسعى} وليس معنى هذا أن لا نتصف بالطموح و نعيش بالأمل على العكس عش على قيد الأمل وأعمل بذكاء محققاً طموحاتك ولكن لا تنس في معمعة الحياة أن تعيش اللحظة بكل مافيها من جمال وتستمتع فالمقادير المستقبلية بيد الله يجليها لوقتها  { فَخُذۡ مَآ ءَاتَيۡتُكَ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ﴾ [الأعراف – ١٤٤]   إن الحياة مجرد لحظات سرعان ماتزول فعيشوها
بسعادة فالحياة جديرة بأن تعاش …
إذ لا وقت  لنؤجل ثانية  من سعادة  اللحظة بغية الحصول على سعادة أكبر فإذا هبت رياح الهناء فاغتنمها فقد لا تعود وحينها تقلب كفيك على ضياع عمرك سدى ولات حين مندم ..

 

بقلم/ مضاوي بنت دهام القويضي 
كاتبة صحفية

مضاوي القويضي

كاتبة صحفية ومستشارة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى