مداد/خاص مقالات مضاوي

مسارب الوعي

قلوب البشر هي مكامن الوعي الذاتي ومواطن الفقه والفهم والاستيعاب مصداقا لقوله تعالى في كتابه الكريم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا يخالطه الزلل وهو الذي لا ريب فيه.

﴿ وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبٞ لَّا يَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡيُنٞ لَّا يُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانٞ لَّا يَسۡمَعُونَ بِهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ ﴾ [الأعراف – ١٧۹] (ولقد أنشأنا لجهنم كثيرًا من الجن، وكثيرًا من الإنس؛ لعلمنا بأنهم سيعملون بعمل أهلها، لهم قلوب لا يدركون بها ما ينفعهم ولا ما يضرهم، ولهم أعين لا يبصرون بها آيات الله في الأنفس والآفاق فيعتبرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها آيات الله فيتدبرون ما فيها، أولئك المتصفون بهذه الصفات مثل البهائم في فقد العقل، بل هم أكثر بعدًا في الضلال من البهائم، أولئك هم الغافلون عن الإيمان بالله واليوم الآخر.) وقوله تعالي حين قال عز من قائل سبحانه:

﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ ﴾ [محمد – ٢٤] فهلَّا تدبر هؤلاء المُعْرِضون القرآنَ وتأمَّلوا ما فيه؟! فلو تدبروه لدلّهم على كل خير، وأبعدهم عن كل شرّ، أم على قلوب هؤلاء أقفالها قد أحكم إغلاقها، فلا تصل إليها موعظة، ولا تنفعها ذكرى؟!) فالقلوب بناء على هذا محركة العقول وهي التي تدير المشاعر الإنسانية والمدارك البشرية فإن أصلح الله قلبك صلح بذلك وعيك وإداركك وكانت لديك القدرة للسيطرة على نفسك بما فيها من مشاعر وأفكار وتصورات وأول خطوات إصلاح القلب هي إصلاح النية وضبط الأفكار والمشاعر المحركة لسلوكك تجاه المواقف الحياتية المختلفة ليتسم تعاطيك مع الحياة والناس بالإنضباط والمرونة والإيجابية ثم اتباع منهج ديننا الحنيف في العبادات والمعاملات وفق ماجاء به الكتاب والسنة وهذه هي الوصفة السحرية لحياة متوازنة.

 

مضاوي بنت دهام القويضي
كاتبة صحفية

مضاوي القويضي

كاتبة صحفية ومستشارة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى