مداد/خاص مقالات مضاوي

همزة وصل

إن سنة التباين والاختلاف في الكون الفسيح أمر يجب علينا تقبله برحابة صدر فلا يعني الاختلاف في الأجناس والأعراق والطبائع والألوان والعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية واللغات أن نتصارع ونتقاتل بل علينا أن نتوقف ونتحاور بهدوء ووسيلة الحوار المثلى هي اللغات.

فإن اللغات الأجنبية طريقة تواصل بيننا وبين الشرق الأقصى والغرب وهي بوابة لمعرفة آداب هذه الشعوب وأسلوب حياتها ونمط تفكيرها لا أكثر
اللغة ليست عنوان الرقي والإنسانية وإن كانت كذلك فحسبنا إتقان لغتنا العربية لساننا الأم وقد تعلمت أكثر من لغة أعجمية ليس من باب التباهي والتفاخر بها ولا حتى بغرض نيل فرص وظيفية وإنما لقراءة الأدب الإنجليزي والفرنسي والأسباني والإيطالي والصيني والكوري إلخ … وترجمته إلى العربية لعله يسهم في إثراء أسلوبي الأدبي ومن ناحية أهم الحصول على فرص تطوعية في مجال دعوة المسلمين الجدد الناطقين بهذه اللغات لأنه ثغر عظيم من ثغور الإسلام وباب من أفضل أبواب الجهاد بالكلمة( فلئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورد في الأثر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( لكعب الأحبار تعلم لغة اليهود فإني لا آمنهم على كتابي هذا)《 ودرج على الألسنة من تعلم لغة قوم أمن مكرهم》قال الشاعر:( بقدر لغات المرء…
يكثر نفعه وهن له عند الشدائد أعوان
فبادر إلى حفظ اللغات مسارعا
فكل لسان في الحقيقة إنسان)
فمن يتقن أكثر من لغة يملك أكثر من ثقافة
فهو بذلك أكثر من إنسان.

 

مضاوي بنت دهام القويضي
كاتبة صحفية سعودية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى