ملتقطات متناقضة/خاص مقالات الدكتور إبراهيم

حتى العدو قد يرحم

 

يذكر أن فتى مملوكا أحب فتاة مملوكة لسيدهما !
ظل حبهما بينهما بالهمس ، والنظرات ، والابتسامات بل إلى خلوات ﻻ تتعدى مابعد الشفاه ..
كانا يطمحان بوقت يصبحا زوجين كباقي البشر…
سيدهما ﻻ يدع فرصة إﻻ واستغلها بتكليف من تحت يده بالعمل ، والكد بالحرث أو السقاية أو الحلب همه أن تزيد ثروته ؛ ولو سال العرق من أُجرائه ، ومماليكه دما .
كان فظا غليظا أجدب قلبه من الرحمة ، ومن الشفقة..
في لحظة أصبحت نارا في قلب سيدهما أن يشغلهما الحب ولو برهة عن الكد ، والشقاء .
قرر السيد قطع دابر تلك النابتة التي تصحرت منها مشاعرة. .
في صباح يوم عبوس على الفتى !لم يشعر إﻻ والوثاق يلفه ؛ وسيده تتطاير من عينيه شرراً بما قرر…
ياﻻ الهول ! فقد سمع الكل صراخ الفتى وهو يفقد ذكورته إلى اﻷبد ، وسيده يهدد غلمانه أن يد قسوته ستطال كل من يفكر أو يرغب كما أي بشر ..
أما تلك الحبيبة التي مات قلبها ألما من هول ما وقع لحبيبها الذي أصبح كدابة في سانية. …
وماهي إﻻ ساعة استغلت فك قيدها فاندفعت لحبيبها الذي ذبل فيه كل معنى للحياة ما عدا بقايا عشق ، وحب يراعة.
فلما احتظنته ﻻ تلوي لصيحات سيدها الشاتمة ، واللاعنة ..
من شدة إحتظانهما لبعضهما وهما يفركان صدريهما ببعض سالت الدماء من صدريهما مسجلة صفحة من تراجيديا ستطويها كلاكل الفوقية ، والتجبر إما نسيانا أو طرفة يتسلى بها اﻷسياد يوما ما..
سقطت يراعة منهية فصلا من فصول المأساة. ..
أما الفتى فقد تيقن أنه أقل من أي شيئ ليس له قيمة..
كان يأمل أن يجازي يراعة لو بالبكاء على قبرها ….
فيظهر قبح أشد قتامة لقلب السيد الذي تجرد من كل رحمة أو حنية قد تشفع له في مقام البشرية فزاد السيد من اﻷعمال
التي أنهت أي فرصة للوقوف على قبر يراعة ..
سأل الفتى سيده يوما بعد أن أخرج الغروب من البئر قائلا :
يامن استودعك الله بدني أليس بعد هذا الكد من مستراح ؟
ضحك السيد وقال :عندما تحج البقر على قرونها. ..
ليتم الفتى النهاية بإلقاء نفسه على أسفل جال البئر ..
فمهر السيد نهاية تلك الحادثة قائلاً :
الله يعيننا على تنظيف البئر من دماء هذاالذي ﻻ يسوى قشة.
ودمتم سالمين ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

 

د. إبراهيم بن عبدالله العبدالرزاق
القصيم-بريدة

ابراهيم العبدالرزاق

كاتب عام في شؤون الحياة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى