امنحوهم الفرصة
المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتر ( إكس حاليا ) وانستجرام ، وسناب شات … الخ ) يجد الكثير من الصفحات والحسابات التي تعرض خدمات معينة يقوم عليها مجموعة من الشباب والفتيات الطموحين ، وكذلك النساء ، منها أعمال التصميم والمونتاج وإعداد الحلويات .. وغيرها من المهارات التي يسعون من خلالها في استغلال مهاراتهم ومواهبهم وعرضها بكافة الطرق سعياً منهم لكسب ثقة من يقومون بمتابعتهم والفوز منهم بطلب مايقومون بعرضه من خدمات ، وبمتابعة دقيقة لنشاط هؤلاء نجد أن معظمهم وخاصة من الفتيات والنساء من المشار إليهن ممن أنهينَ دراستهنَّ الثانوية أو الجامعية ، والأغلب منذ سنوات طويلة وسبب لجوؤهن لذلك هو عدم وجود الوظيفة المناسبة لهنَّ في ظل حاجتهنَّ المادية إما لدعم أسرهنَّ ، أو لكونهنَّ مطلقاتِ أو أرامل لا عائل لهنَّ ،
إن استغلال المواهب والملكات بطرق مختلفة من أجل الكسب الحلال أمر رائع ، بل وحثنا عليه ديننا الإسلامي من خلال أدلة صريحة في القرآن الكريم وعزز ذلك مواقف من السنَّة المطهرة على أهمية العمل وإحسانه وإتقانه ، والاعتماد عليه بدلاَ من سؤال الناس ، لكن المؤلم في الأمر هو كم من الزبائن سوف يكسبون في سوق واسعة البقاء فيها لمن يستطيع الاستمرار من خلال استطاعته التسويق لمنتوجاته بشكل أوسع ومستمر مع زيادة ما يقدمه من عروض ، حيث أنه لا دخل لديهم سوى مايكسبونه من عملهم هذا ، والذي يضطرون إلى تخفيض سعره كنوع من تلك العروض التي يقدمها أصحاب السلع لاستمالة الزبائن نحوهم ؟ّ!
بعيداً عن المثاليات وما شابهها وما ينادي به المسؤولين من الاقتداء والتوجه لما يقوم به هؤلاء الشباب هو أمر جيد نوعاً ما ، لأنه يسلط الضوء على ما يمتلكه أبناء مجتمعنا من مهارات وملكات مميزة ربما تكون بعضها قلما نجدها أو نادرة ، لكن ليس من المعقول أن يتم تركهم يصارعون خلف أمواج التحديات يوفرون ما يحاتجون إليه من أدوات مره ، ثم لا يجدون ما يشترون به تلك الأدوات مراتٍ أخرى ، وعند الاستعانة بالجهات التي يقال أنها تقوم بدعم مبادراتهم لا يجدون إلا من يحاول إما إحباطهم بالأنظمة الروتينية ّ!!! ؛
لماذا لا ندع لهم الفرصة لإثبات جدارتهم عن طريق متابعة منظمة لأنشطتهم ميدانيا بأن يطلب منهم إرسال صور لها أو روابط ، ثم بعد ذلك يتم إلحاقهم بوظائف تناسب مواهبهم وتوجهاتهم ، بدل الحيرة التي وقع فيها عدد ليس بقليل منهم ما بين إحباطات الحياة وهمومها وبين الأنظمة التي توقف دعمهم عند وجود أي نشاط لهم حتى وإن كان لا يغني من حاجتهم شيئاً !!.
صحيح أن الوضع في الوقت الحالي قد تغير كثيراً عنه قبل أعوام ٍ مضت ، وأصبحت هناك العديد من الجهات ، التي تدعم وتبنىت مشاريع الشباب ، وجهاتٍ أخرى تطلق المبادرات ، لكن يجب ألا نتجاهل أن كثير من المبادرات ، التي يتم إطلاقها في الغالب إما أن تكون برامجها ومبادراتها موجهة لحديثي التخرج ، أو تشترط أعماراً محددة ، أو مواصفات معينة في الأفكار والمشاريع التي تتبناها قي مقابل أن هناك أعداد ليست بالقليلة من الذين لا تنطبق عليهم تلك الشروط ، لذلك فالأمر بحاجة إلى نظرة شاملة من جهات مسؤولة تتولى وضع خطط متخصصة كفيلة بإتاحة الفرص المختلفة لكل طموح بأن يشارك في تنمية مجتمعه بما يستطيع ودعمه عند الاستعانة بها دون شروط قد تعيده للخلف عدة خطوات.
مباركة الزبيدي
كاتبة و إعلامية