رسائل إبداعية/ للكاتبة - مباركة الزبيدي

طريق النجاح

من منا لا يريد أن تتيسر أموره في هذه الحياة ؟ّ! … ومن لا يتمنى ذلك ؟! فكل نفس ٍ تتوق إلى تحقيق غاياتها ، وكل فرد ٍ يطمع في بلوغ المجد والفوز بالنجاح في أقرب وقت ، وبأقل جهد ٍ ممكن .
لكن نيل المطالب والوصول إلى المجد لا يكون بالتمني فقط ، كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي :

وما نيل المطالب بالتمني…….ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال…… إذا الإقدام كان لهم ركابا
فالمجد لا يقدم على طبق من ذهب وألماس للكسالى والاتكاليين ، وطريق النجاح ليس مفروشا ً بالورود والرياحين ، بل أن كل طريق من طرقه وكل مسلك من مسالكه مليء بالعقبات التي تختلف في كمها وكيفيتها ، ومدى صعوبتها والتغلب عليها .
فينبغي على كل فرد أن يحاول جاهدا ً التغلب على كل المعوقات ، ويجتاز جميع الحواجز التي قد تعترض طريقه …
فمن أراد أن يحقق النجاح ، وينال المجد كما ناله أسلافنا عليه أن يصعد سلم الكفاح خطوة خطوة بكل جد ٍ وثبات ، وبكل عزيمة ٍ وإصرار.
والناس في طريقة صعودهم هذا السلم أنواع ، فمن استطاع أن يصل إلى أعلاه دون أن يتعثر فأولئك طريقهم إلى القمة قد يسره الله سبحانه وتعالى لهم إما لأعمال صالحة قاموا أو يقومون بها، كمحافظتهم على أداء الصلوات المفروضة في وقتها والإكثار من النوافل وبر الوالدين .. وغيرها من أعمال الخير ، فهم يمتلكون كافة المقومات التي تساعدهم على الصعود ، والتي من أهمها توفيق الله جلَّ وعلا ، وتجدر الإشارة هنا أنني أعني العصاميين والجادين ، الذين وصلوا بجهودهم الخاصة غير مسنودين أو مدعومين ..
أما النوع الثاني ، فهم الذين استطاعوا الوصول بعد اجتيازهم العديد من العقبات ، وتعرضهم للكثير من العثرات ، فهؤلاء ممن أخفقوا لكنهم نجحوا أخيرا ً عندما استفادوا من أخطائهم وحولوها إلى دروس وخطط للنجاح ؛ فهؤلاء هم موضع إعجاب ، وقدوة حسنة لغيرهم .
أما الذين وقفوا مكتوفي الأيدي طويلا ً عند بداية السلم ، ولم يبذلوا أي جهد ٍ يذكر ، ولم يتعلموا من أخطائهم ، ولم يتأملوا في سير من سبقهم ، فهذا الصنف من الناس هم الفاشلون حقا ً ، لأن الفشل ذاته لا يعد عيبا ً ، لكن العيب فيمن لم يحاول ولم يعمل…
وهنا علينا أن نعمل جاهدين للوصول إلى ضفة النهر ، والحصول على رغباتنا ، وتحقيق أهدافنا المأمولة ، التي يجب أن يكون رضى الله ، ثم مصالح وطننا و أمتنا الإسلامية والعربية في مقدمتها ، وأن نحاول قدر الإمكان أن نكون من النوع الأول من المكافحين ، وإن شاءت الأقدار غير ذلك ، فالنكن من الثاني ، أما النوع الثالث فالنتعاون جميعا ً على إلغائه من الوجود.

 

بقلم / مباركة الزبيدي
كاتبة و إعلامية

مباركة الزبيدي

كاتبة وإعلامية _ سعودية باحثة و مختصة في علم الاجتماع مدربة في التنمية البشرية مهتمة بالمواهب

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى