الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

ملتقطات متناقضة/خاص مقالات الدكتور إبراهيم

مسكين ذاك الطفل

 

يلعب كما الأطفال بريئا لا يدرك إلا ما يرى .
تقبضه يدان ربما ظن أنهما تداعبانه فإذا هما تقتلانه ليذوق أبواه مر الفقد ، وجرح القتل الذي ظل مجهولًا..
لن تمر لحظات بلوغ مسامع الأم
نبأ موت فلذة كبدها دون ابتلاع مر العلقم ، وجريان الدمع كما الدم يثعب من جرح غائر يُحشرج الحلق ببكاء ، وولولة وربما نزع شعر الرأس من الأم يتبعه نحول الجسد من الهم ، والحزن .
أما الأب فتحرق جوفه الحسرة ، والحزن بلهيب لا ينطفئ إن أُدرك الفاعل ! فما الحال والقاتل لم يعد له أثر ..
بلا شك سيعم الظلام كيان الأبوين ولا يسع من اطلع ، وعلم إلا مناصرة الأبوين ، وشد عضدهما بأنواع التعاطف ، والرحمة بل كل مشاعر الغضب ، والرغبة في الاقتصاص من القاتل تكتنز القلوب مهما طال الزمن.
لكن هذين الأبوين أنار الظلامَ الدامس الذي أحاط بكيانهما ، وعكر صفو حياتهما ! مقدمُ وليد جديد تتابعت النعمُ به..
لا أدري بعد تفيؤ الأبوين بالسعادة ، والهناء !
يا ترى ماذا سيقولان عن قتل ولدهما الأول ! .
هل يقولان : الحمد لله الذي أبدلنا بهذا الزكي الرحيم ؟
أم يتمنياه موجودا مع هذا الزكي الرحيم ؟!
أم ظلا يندبان مقتله ! وبموته يعتقدان فوات خير كثير ؟!
نعود للحظة امتداد تلك اليدين لقتل هذا الطفل ! وبعد إزهاق روحه .
نعم لقد كان بصحبة الذي قتل الطفل ؛ رجلٌ آخر انصدم من تصرف القاتل ، وبادره ! إنه طفل صغير في ديار ليست ديارنا ، وأول مرة نقابله ، ولا نعرفه ، ولا نعرف هو ابن من !.
يالهول فعلتك !
نظر القاتل لصاحبه بهدوء ، وحزم
أنت تجهل ، ولجهلك لم تصبر .
هكذا الأقدار من آمن بمُقَدِّرها ، وأن مقدرها لا يحده زمان ، ولا مكان ؛ وأن البشر أقل من أن يسألوا المُقَدِّر أو يُحيطوا بعلمه ؛ ولا أن يقيسوه بمقاييسهم القاصرة سبحانه ، وتعالى علواً كبيراً ..
سيكون ثمرة ذلك رضا ، وسعادة على أي حال .
قال تعالى : ﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴾.
ثم قال في آية أخرى بعدها :

﴿وأمّا الغُلامُ فَكانَ أبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أنْ يُرْهِقَهُما طُغْيانًا وكُفْرًا فَأرَدْنا أنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْرًا مِنهُ زَكاةً وأقْرَبَ رُحْمًا﴾ ..
ودمتم سالمين ،،،،،،،،،،،،،،

د/ إبراهيم بن عبدالله العبدالرزاق
المملكة العربية السعودية
القصيم – بريدة ..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى