مداد/خاص مقالات مضاوي

مسألة وقت

لماذا نلهث ونقاتل ونتصارع مع الحياة لتحقيق أهدافنا وأمنياتنا و طموحاتنا وآمالنا  وفي النهاية  ينهكنا الوصب والنصب.
علينا التحلي بالهدوء والسكينة والطمأنينة والسعي بخطوات ثابتة حتى وإن كانت بطيئة والإلحاح بالدعاء والتوسل والتضرع  والتذلل لله وحده ففي التذلل لله وحده العز  والمنعة والسؤدد والتمكين  فكلما ألححنا بالدعاء استجاب ربنا عز وجل وصارت دفة القدر تسير بإتجاه رغبتنا [ فلا يرد القدر إلا الدعاء] وربنا العلي القدير  خلق الإنسان  وهو {يدبر الأمر } ويعلم بما هو في مصلحتنا أكثر منا فهو المعطي وهو المانع في عطائه مايدهش إذا أعطى وفي منعه الخير إذا منع سبحانه  وقد  قال الطبري  في تفسير قوله تعالى:( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ) يقول تعالى: ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما تحدِّث به نفسه, فلا يخفى علينا سرائره وضمائر قلبه ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) يقول: ونحن أقرب للإنسان من حبل العاتق; والوريد: عرق بين الحلقوم والعلباوين, والحبل: هو الوريد, فأضيف إلى نفسه لاختلاف لفظ اسميه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) يقول: عرق العنق.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( حَبْلِ الْوَرِيدِ ) قال: الذي يكون في الحلق.
وقد اختلف أهل العربية في معنى قوله ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) فقال بعضهم: معناه: نحن أملك به, وأقرب إليه في المقدرة عليه.
وقال آخرون: بل معنى ذلك ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) بالعلم بمام تُوَسْوس به نفسه).
نعم فالله جل وعلا خلقنا وهو سبحانه أعلم بما هو خير لنا في دنيانا وآخرتنا  ومعاشنا  ومعادنا  وعاقبة أمرنا فهو يتولى تدبير شؤونا بأحسن التدبير فعلام التوتر والقلق إن هي إلا  مسألة وقت ويتحقق لنا كل منصبو إليه واذا أردنا أمرا قد صرفه الله عنا ففي ذلك حكمة بالغة قد لا ندركها بعقولنا القاصرة إلا بعد مضي برهة من الزمن
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[إنَّ أحَدَكم لن يموتَ حتَّى يستوفيَ رِزْقَه فلا تستبطِئوا الرِّزقَ واتَّقوا اللهَ وأجمِلوا في الطَّلبِ خُذوا ما حَلَّ ودعُوا ما حرُم]
فلن ينقص من أرزاقنا  شيء قد قدره الله لنا فلندع الحسد والحقد والغل إذا لكل منا  نصيب من الأرزاق والأفراح والنجاح والسعادة فماهي إلا مسألة وقت  وننال غاية الأرب

مضاوي بنت دهام القويضي
كاتبة وأديبة

مضاوي القويضي

كاتبة صحفية ومستشارة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى