ملتقطات متناقضة/خاص مقالات الدكتور إبراهيم

إقتربت من البعيد

 

المشاعر تتجاوز الزمن بل تحيط به من كل اتجاه إذا تحالفت مع الذكريات ، والخيال .
طفل لا يتجاوز العاشرة يقول :
جارنا في الحارة سائق سيارة العمل التي نتشبث خلفها، وتطير خيالاتنا إلى ما بعد اللحظة متى نبلغ مبلغ جارنا.

هاهو أبو جميل ! مدرس في ابتدائية الحارة يُقبل علينا ناهرا لنا
خوفا ، وإجلالا نفر هاربين فأبو جميل ! من منا يتجاسر ليتخيل أن يكون كما أبو جميل !!!
خيالات ترتسم في الأحلام فياما صحى الطفل من نومه يُؤدي التحية العسكرية لأنه رأى في المنام أنه ضابط شرطة أو مرور ؛
ولا نغفل أحلام اليقضة إذا ألبست الأم طفلها بدلة طيار أو طبيب ..
وهكذا عشرات السنين القادمة في ذهن هذا الطفل أو ذاك .
في الفصل الدراسي كان طالب مُلفت في تصرفاته فأثناء انهماك المدرس بالشرح يُصدر هذا الطالب صوت قيادة شاحنة وهو يتمثل السائق ممسكا بمقود الشاحنة ، واليد الأخرى على ناقل الحركة فينتهي المشهد بصوت يد المدرس على خده وإيقافه آخر الفصل حاملًا حقيبة الكتب ، وعيناه تدمعان ؛ فمضت الأيام ، والسنين ليُشاهد مجسداً بشكل حقيقي وهو يقود شاحنة لنقل الرمال ..
عديدون الآن بلغوا غير بعيد من البعيد وبعضهم تجاوز البعيد ليرى القريب الذي كان فيه قد تلاشى في البعيد وهكذا يتناوب البعيد والقريب تماما كما طفلان
يلعبان (النقيزة) يجلس أحدهما على رجليه متكأً بيديه على الأرض
، والآخر من خلفه يقفز من فوقه مستعملا يديه على كتفي الذي أمامه ويتخذ وضع الأول الذي يقف ، ويخطو خطوة ويقفز الذي كان واقفًا وهكذا تتكرر الحركة بينهما حتى يتعب واحد منهما ويعلن الهزيمة في ممارسة طفولية لها إسقاطات كبيرة جدا
وهكذا البعيد والقريب ..
ودمتم سالمين ،،،،،،،،،،،،،،،،،

 

د. إبراهيم بن عبدالله العبدالرزاق
القصيم _بريدة

ابراهيم العبدالرزاق

كاتب عام في شؤون الحياة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى