ملتقطات متناقضة/خاص مقالات الدكتور إبراهيم

الطفولة المتأخرة

 

مرحلة الطفولة ! من أهم مراحل العمر للإنسان ؛
وإن كانت ساذجة ، وبريئة فهي تعتمد على اللهو ، واللعب دون النظر للعواقب إﻻ في أدنى مستوى حسي…
متى تصبح هذه المرحلة مقلقة بجد؟…
إذا تجاوزت الحد العُمري المعتاد أو الوقت المفترض لها للانتقال لمرحلة عمرية أخرى حيث يتضح التأخر العقلي مقارنة بالعمر .
هناك أسباب محيطة ، وأسباب ذاتية لتلك الحالة سأتجاوزها.
تشكل لدي سؤال :هل المجتمعات تصيبها طفولة ﻻزمة؟.
يبدو لي أن المجتمعات تصيبها تلك الحالة ويمكن ملاحظة ذلك في ممارساتها للجديد. .
وسائل التواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي كشفت داء الطفولة اللازمة للمجتمعات التي تعيش بيولوجيا فقط فهي تعتمد على الزمن بلا مسؤولية راشدة.
كالطفل تماما يتعلق بدمية ثم يعبث بها ثم يتطلع لدمية أو لعبة أخرى يلهو بها ، ويعبث حتى تنقضي سنين طفولته.
أما المجتمع الطفولي فهو في عبث مستمر ﻻ ينتهي بل اﻷسوء أنه يوغل في ممارسة العبث الجمعي ، ويكتفي بالتلقي حتى يصاب بتخمة التلقي فيتبلد وبالتالي لا يستشعر الصح من الخطأ ويتحول إلى حالة إزمان لهذا الشعور ليكتفي بالمحسوسات. ..
لننظر إلى بضاعة عينات كبيرة من مرتادي ، ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ..
في بيئتنا الفقيرة بالمخزون المائي ، والتصحر المتزايد تأتينا مقاطع متتابعة عن اﻷمطار ، ومواقعها ، والشعاب وجريانها ، والفياض ونباتاتها !
فقط للتداول ، وممارسة الفوضى التي قد تقتل اﻹنسان ، وتدمر البيئة …
وبالتالي تكلس واكتفاء بالمحسوسات بدون تحفيز لكيفية الاستثمار المستدام للأمطار ، ومواقع العشب والكلأ وإنما فقط للمشاهدة حتى تأتي ظاهرة طبيعية أخرى أو حدث للتداول والتداول فقط….
بل حتى المنافذ الإلكترونية الحديثة المبتكرة كالسناب وغيره ماهي إﻻ دمية يمارس المجتمع الطفولي طفولته..
إلى متى ومرحلة الطفولة تستمر لدى بعض المجتمعات التي تجهد للحصول على تقنية ليس للرشد وإنما للإيغال في سن الطفولة؟.
الهوس يستشري بصورة مخيفة بين أفراد المجتمع الطفل ! فبدﻻ من التفاعل اﻹيجابي مع الحدث ؛كالكوارث ، وحوادث السيارات تبرز ممارسة الطفولة بتصوير الخسائر ممهورة بصورة الفرد الطفل بكل براءة….
مقاطع التفاضح ، وتسجيل القبائح سمة بارزة في المجتمعات الطفلة….
فالعقلاء قد يتمادون مع الممارسات الطفولية حتى يقعوا فيها وتلك كارثة.
فعلى مؤسسات المجتمع أن تحد بوسائلها من استمرارية فترة الطفولة للمجتمع …
باﻹرشاد والتوجيه والبرامج التي تعزز الرشد المجتمعي ، وتأخذ بيد المجتمع للمرحلة التالية ..
مرحلة الرشد ، والمسؤولية والاستثمار لكي ﻻ يبقى ذلك المجتمع عالة على العالم فقط للاستهلاك ، والمتعة المبتذلة..
ودمتم سالمين ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

د. إبراهيم بن عبدالله العبدالرزاق
القصيم-بريدة

ابراهيم العبدالرزاق

كاتب عام في شؤون الحياة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى