كتاب الرأي

كسر ثم جبر

عندما رأيت عصفوراً محاولًا الطيران  تعجبت ما الذي منعه من الطيران ثم أقتربت منه، وهو يحاول الفرار والإبتعاد مني كلما أقتربت منه.

وعندها رأيت أحد جناحيه جريح ومكسور ومع ذلك يبتعد ولا يريد المساعدة لأنه فقد الأمان.

هنا حاولت تهدئة فزعه أولًا، وبعدها نظرت إلى جرحه الذي ينزف دماً، والكسر الذي حاولت جاهدة تجبيره حتى يستطيع أن يعود لحريته من جديد.
ليطير ويحلق بالسماء فهي وطنه الأكثر أماناً من الأرض الذي كسر جناحهُ فيها وجرح جرحاً أفقده حريته.

أخذته إلى حجرتي وقدمت له العون والدواء
حتى تشافي جرحه تماما ثم ودعته وسمحت له بالعودة لحريته، متمنية له عدم الوقوع بيد صياد أو سقوط من جديد أو حدوث ألم له.

رغم ألمه وجرحه إلا إنه كان يسعدني بتغريده الذي يملأ المكان وكأنها معزوفة شكراً وامتنانًا لما قدمته له من رعاية.

هنا أخذت عبرة ودرس جميل من هذا العصفور .
كيف نعالج الكسور التي أحدثها البشر من حولنا ؟
كيف لنا دوائها والشفاء منها تماماً؟

وجروحنا التي تنزف بصمت قاتل ومؤلم وصرخات كلها أنين لا يسمع ذلك الأنين سوى قلوبنا وعقلونا.

خوف ذلك العصفور ورفضه للمساعدة رغم جرحه والنزيف الذي به.

مثلنا نحن البشر نكابر عند الألم والخذلان ويمتلكنا الصمت رغم الضجيج الذي يحدث بالداخل .

ونقاوم كل تلك المشاعر وننهض من جديد دون المساعدة من أحد.
رغم الدواء الذي نستخدمه والتعافي الذي يحدث إلا أن الأثر يبقى ولا شي يعود كالسابق لا تلك الندبات والكسور والجروح لا تذهب تماما.

نرى تلك الآثار وكأنها لوحة رسمت على أجسادنا، وعلقت بقلوبنا كل ما شاهدناه نتذكر الدرس ونتعلم ألا ننسى الألم الذي عشناه وتسبب به هؤلاء البشر.
تقف حاجز حماية لنا من العودة وتكرار الأخطاء.
……..
بقلم  / نور
noor_allah1@

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى