ملتقطات متناقضة/خاص مقالات الدكتور إبراهيم

السكك الحديدية شرايين نمو وليست زخارفا

نشأت فكرة قطار الرياض بعد وصول معدﻻت اﻹختناقات المرورية في العاصمة إلى حد مزعج، ومعيق لحياة ممتعة.

فهل سيؤدي إنشاء محطة القطار لنقل الركاب داخل المدينة لحل مشكلة اﻹختناقات ، وتسهيل الحركة المرورية؟.
قد يؤدي إنشاء محطة قطارات نقل الركاب داخل مدينة الرياض إلى حل جزئي من المشكلة بشكل مؤقت ثم تتكرر المشكلة ، وربما بشكل أسوء.
لذا ﻻبد من استراتيجية وطنية شاملة لتنظيم التشكلات البشرية (مدن..قرى..هجر) على مستوى التراب الوطني في جميع المستويات بمعايير التنمية المستدامة ، وتهذيب تلك التجمعات البشرية بموازنة التنمية البلدية ، والاقتصادية ، والبيئية. ..
فالمتتبع للتنمية يلاحظ قلة التوزيع الرشيد على حساب إضمحلال القرى ، والهجر ونمو غير متزن لمدن محدودة. 
إذا لم تكن شبكة القطارات شاملة ابتداء من القرى بطريقة تساعد على بقاء ، ونمو التجمع البشري في بقعها اﻷساسية بسهولة ، وسرعة الوصول للمدن ، والرجوع اليومي ، وبتكلفة غير مرهقة لمحدودي الدخل….
هناك وضع غير مثالي يحتاج لعلاج لكي يتلاءم الوضع في المدن للإسهام في نجاح النقل ، واﻹنتقال للركاب داخل المدن أﻻ وهو التخطيط للمدن فمدننا تحتاج الكثير من اﻹبداع التخطيطي لتناسب تلك النقلة المهمة في ظل النمو السكاني ، والتأزم اﻹقتصادي .
لقد حان الوقت ﻹعطاء المدن دورا وظيفيا يتناسب مع موقعها جغرافيا ، واقتصاديا بما يدعم الناتج القومي للبلاد. .
تعاني المدن من استنزاف مواردها الطبيعية ، وتعاني الدولة في تقديم الخدمات ، وتضخم البطالة ، وتزايد مربكات اﻷمن رغم توفر المصادر في مناطق القرى ، والهجر إﻻ أنها معطلة من اﻹستثمار نتيجة لصعوبة الوصول إليها .
ولو وجدت شبكة قطارات لساعد في تخفيف الضغط على المدن ، واستنزافها. 
يفترض أن نصل لقناعة عميقة بأهمية القطارات لنا ليس رفاها وإنما ضرورة لنجتهد بصياغة استراتيجية للنقل بالقطارات للقفز ببلادنا إلى مراتب أعلى في اﻹستقرار ، والتقدم ..
بدون استراتيجية شاملة سيتوافد أعداد بشرية من خارج المدن لملأ الحيز الذي توفر في المدن من هذه القطارات فيها وبالتالي كأنك يابو زيد ما غزيت. 

المنتجات المادية ، ووسائل ممارستها تؤدي لنتائج عكسية إذا لم تواكب بثقافة مناسبة ، وتهيئة للظروف المحيطة بما فيها اﻹنسان ، واﻷنظمة ، والتشريعات
، وتخطيط المدن ، وتحويل اقتصاد الدولة من ريعي إلى استثماري منتج.
ودمتم سالمين ،،،،،،،،،

……………….

د. إبراهيم عبدالله العبدالرزاق
المملكة العربية السعودية
القصيم – بريدة .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى