الأم .. نبع الحنان وسر الحياة
بقلم/ناصرمضحي الحربي
في لحظات التأمل، حين يبحث الإنسان عن المعنى الأصدق للحياة، لا يجد أمامه إلا صورة الأم. فهي المسك الذي ينعش الروح، والملاذ الذي يقي من شرور الدنيا.
الأم ليست مجرد علاقة بيولوجية، بل هي مدرسة العطف والرحمة، وراعية التضحية التي لا تمل ولا تكل. هي التي تسهر ليرقد الجميع، وتخشى المرض عن أبنائها أكثر مما تخشاه عن نفسها، تذرف دموعها صامتة وتخفي أوجاعها كي لا تقلق من حولها.
الأم هي القصيدة التي لا تحتاج وزناً لتستقيم، ولا قافية لتبلغ القلب. هي الشعر الذي يكتبه الدمع وتغنيه المشاعر. في حضورها يلين القاسي، وتنتفي المسافات، وتبقى المحبة خالدة.
كيف يُكسب رضاها؟ أي الكلمات تكفي؟ وأي العبارات توفيها؟ الحقيقة أن كل حروف اللغة عاجزة أمام عظمة قلبها. غير أن الدعاء لها بالستر والصحة والعافية يبقى أقل ما يمكن أن يقدمه الابن العاجز عن رد الجميل.
إنها الصدر الحنون، القلب الرهيف، أصل التضحيات، والنبع الذي لا ينضب. الأم ليست يوماً في تقويم، بل هي العمر كله. هي من تجعل لحياتنا معنى، ومن تمنح أيامنا ضوءها ودفأها.
كل عام وأمهاتنا بخير، كل عام وهن تاج على الرؤوس، وأمان للقلوب، وعطر للأرواح