الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

الثقافة والفنون

شكرًا”… كلمة صغيرة بمعانٍ كبيرة

بقلم الكاتبة / عبير سيف الشبلية 

شكرًا” كلمة موجزة، نرددها كثيرًا في أحاديثنا وتعاملاتنا اليومية. لكنها ليست مجرد لفظ، بل هي تعبير جميل بنكهة الحب والامتنان، والثناء والرضا بين البشر. إنها اعتراف صادق بفضلٍ قُدِّم، ودعمٍ أُسدي، وموقفٍ لا يُنسى.
نقولها من القلب: “شكرًا لكم”، ملء الأرض حُبًا وكرمًا، فأنتم جميعًا تستحقون الشكر والثناء. فبالشكر تدوم النعم، كما جاء في التنزيل العزيز:
﴿إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ﴾
من صفات الله تعالى “الشكور”؛ أي الذي يثيب ويُجازي، ويشكر الطائعين ويمدحهم ويثني عليهم، ويجازي الحسنة بأضعافها.
وقد اجتمع العلماء على أن للشكر ثلاثة أركان:
1.التحدث بالنعم ظاهرًا، كما قال تعالى:
﴿وأما بنعمة ربك فحدّث﴾
2.الاعتراف بها باطنًا، بأن تعلم يقينًا أنها من الله وحده لا شريك له.
3.صرف النعمة في طاعة الله، واستعمالها فيما يرضيه ويعود بالخير على العبد.
وقال رسول الله ﷺ:
“التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.”
حينما نقول “شكرًا” من القلب، بلهجة صافية نقية، لمن وقف معنا في الشدائد ودعمنا في المواقف، فإنها تعبير عن طِيب الأصل ونُبل الأخلاق. فكلنا بشر نحتاج لمن يساندنا، ويمنحنا دفئًا واحتواء. وما إن يلهج لسانك بـ”شكرًا”، حتى يتعافى القلب وتطمئن الروح وتنعم بالسَّكينة.
“شكرًا” هي جوهر كل فنّ عظيم، وأصل التعامل الراقي مع الله، ثم مع الذات، ثم مع الآخرين. ومن الأجمل أن نُحسن الرد عليها، فنقول: “على الرحب والسعة” أو “حبًا وكرامة”، لا كما يفعل البعض بالرد الباهت بكلمة “عفوًا”، التي تُضعف وقع الامتنان وتُسطّح المعنى.
إن عرفان الجميل شيمة الأرواح النبيلة، فلنُرطّب ألسنتنا بـ”شكرًا” دون خجل أو تردد. إنها كلمة بسيطة الحروف، عميقة المعنى، تفتح أبواب المحبة وتُزيّن القلوب ببهاء الامتنان والتقدير.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى