الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

الثقافة والفنون

لاعتذار.. شجاعة القلب وسموّ النفس

بقلم: فايل المطاعني

يخطئ من يظن أن الاعتذار ضعف، أو أن قول “أنا آسف” ينقص من كرامته شيئًا. الحقيقة التي يغفل عنها الكثيرون، أن الاعتذار فعل لا يقدر عليه إلا من امتلك الشجاعة الكافية لمواجهة نفسه أولًا، ومصالحة الآخرين ثانيًا.

الاعتذار ليس انكسارًا، بل هو انتصار. انتصار على الغرور، على العناد، على الرغبة الدفينة في الخروج دائمًا بصورة المنتصر، حتى لو كان على حساب مشاعر من نحبهم.

في عالم يعلو فيه صوت الأنا وتختبئ فيه مشاعر الندم تحت ركام الكبرياء، يصبح الاعتذار عملة نادرة. فأن تقول “أخطأت” لا يعني أنك مهزوم، بل يعني أنك إنسان ناضج، قادر على تحمّل مسؤولية أفعاله، وعلى تصحيح المسار إن أخطأ الاتجاه.

الاعتذار لا يُقلل من قيمتك، بل يزيدك احترامًا في أعين من حولك، ويمنحك صورة صادقة في مرآة ضميرك. هو دليل على قلب حيّ وعقل متّزن، يدرك أن العلاقات لا تُبنى بالكبرياء، بل بالتواضع والصدق.

كم من علاقات انتهت لأن أحدهم لم يقل الكلمة التي كان يجب أن يقولها منذ البداية؟ وكم من القلوب تحطمت لأن شخصًا ما اختار الصمت بدلًا من الاعتراف بالخطأ؟

القوي هو من يعتذر، لا لأنه مُجبر، بل لأنه يُقدّر الآخر. لأنه يؤمن أن الاعتذار لا يمحو الكرامة، بل يصونها.

فلتكن ممن يملكون هذه القوة. واعتذر إن أخطأت، بصدق، وبنية طيّبة. فلربما كان ذلك الجسر الذي يُعيد قلبًا خسرته، أو كرامةً كدت تدوسها دون أن تشعر.

في النهاية، تذكّر: الاعتذار لا يُقلل منك، بل يكشف عن أجمل ما فيك

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى