مداد/خاص مقالات مضاوي

صنيعة الظروف

الإنسان كما يقال مما نسمع ونرى ونقرأ ونعقل كائن اجتماعي مدني بطبعه يؤثر و يتأثر ويتفاعل مع محيطه الاجتماعي (البيئة الاجتماعية المحيطة المكان والزمان والأشخاص والأحداث من حوله..) والسؤال الذي اطرحه هنا هل نحن صنيعة ظروفنا أم أننا نحن من نشكل الظروف بحسب مايناسبنا كقطعة صلصال لينة هينة طيعة بين أيادينا اليتيم والفقير والمسكين والأرملة والمطلقة والعانس والمعاق ووو هل يكون لزاما عليهم الاستسلام للظروف واستجداء الناس ليساعدوهم الجواب في متناول يد أصحاب هذه الظروف أو التحديات أو لنسمها العوائق والعراقيل والمشاكل … هل سيقفون مكتوفي الأيدي حيالها ؟! الجواب حتما لا.. عليهم أول تقبل شخصياتهم وظروفهم كما هي لأن كل أقدار الله من لدن عليم خبير علي كبير عزيز حكيم أعلم بنا من ذواتنا هو النافع الضار وحده يعلم ما ينفعنا وماهو خير لنا في ديننا ودنيانا ومعاشنا ومعادنا وعاقبة أمورنا وبعد التقبل والرضا والتسليم بأقدار الله إن كان ثمة مجال للعمل للحد من مشكلة الفقر مثل فلنعمل ولنسع في مناكب الأرض طلبا للرزق وهذا أمر محمود بل ومطلوب وان كان ثمة سبيل لتأهيل ذوي الإعاقة من حيث العلاج الطبيعي والوظيفي والنفسي فليكن وليعيشوا تماما كالأصحاء فهم شركاء في التنمية المجتمعية وأما اليتيم والأرملة والمطلقة والتي تأخر زواجها فلتعش حياتها كريمة في ظل أهلها عزيزة بينهم ولتمارس التمتع بحياة رغيدة هانئة فلعل في عدم الزواج راحة من زوج فاسد سيئ المعشر لايطاق الله خلقنا لهدف أسمى من كل هدف خلقنا للعبادة للعمل ولنصبح خليفته في أرضه الواسعة خلقنا سبحانه وهو أعلم بحالنا وآمالنا والأصلح من طموحاتنا لنا الله عزوجل يوجهنا لما فيه مصلحتنا التي يعلمها اكثر منا ولعل في الظروف والتحديات والابتلاءات والمشاكل حكمة بالغة لا ندركها

 ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾ [ق: ١٦]

……… 

 مضاوي دهام القويضي

كاتبة صحفية ومستشارة

 

 

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى