الفيروس البشري
هناك فيروسات تدمر أجهزة المناعة وتهاجم خلايا الجسد..
وهنالك فيروسات بشرية، التي ثبت بما لايدع مجالا للشك بأنها من تصرف وسلوك الإنسان ينفثها كسموم على أخيه الإنسان والتي تهدف لإخفاء معالم الإنسان والإنسانية في أماكن أخرى، ليكون هو الأفضل في عالم البشرية الزائل.
لقد طغت على السطح ظاهرة جديدة بلا حدود دخيلة على المجتمع السعودي وعلى عالمنا العربي والإسلامي، امتلأت بها وبِدُعاتِها مواقع التواصل بلسان عربي فصيح، يقوم بها مجموعة من أبناء جلدتنا الشواذ المنحرفين، وهي الدعوة إلى إنتشار الرذيلة تحت مسمى التحرر، تدعمهم أصوات وأبواق خارجية لوجستيا وماليًا، حيث تعالت أصوات الانفتاحية والعولمة التي تهدف إلى طمس معالم الحياء عند المرأة السعودية والعربية المسلمة، وسط رفض لهذا الانتشار الفيروسي الذي هو أخطر علينا من جائحة كورونا،
وعلى الرغم من أنوار هذه الدعوات المبهرة وصبغهم لها بالألوان الزاهية الفاتنة في ليل من ظلمات الفجور والفسق، حتى لا يرى ضعاف النفوس الحقيقة على ضوء الشمس إلا أن هنالك مواجهة عكسية لها من مجتمع تربى على الدين والقيم .
ونحن كمجتمعٍ عربي سعودي مسلم نرفض بشدة هذه العتمة التي من صنع الإنسان، ونحذر من تنامي هذا الانتشار الفيروسي، وندعو السلطات إلى اتخاذ تدابير حازمة ضد دعاته وناشريه.
ولنقوم بدلًا عنه بنشر الأخلاق الفاضلة والتعريف بالإسلام بين الأمم، وجعل راية التوحيد والعفة والأخلاق مرفوعة لأجيال قادمة تتطلع للمستقبل الزاهر في ظل حكومتنا الرشيدة حفظها الله بقيادة مليكنا الغالي سلمان بن عبد العزيز. وولي عهده الأمين.
أقول لمن يطالبوننا بالحرية: الحرية موجودة؛ ولكن ليس على مقاسكم الواسع تحرر الواسع، ولا على شروطه المقيتة التي تخرجكم ومن يستجيب لكم من دائرة الإسلام وترميكم جميعأ خارج سوره وحائطه.
فالحرية في المملكة بحدود، ودولتنا قادرة بفضل الله وعونه على كسر شوكة هذا الانتشار الفيروسي المُستهدِف لأجيال المملكة المُشرقة، ولعفة وشرف بناتها ونسائها.
وأقول: ليس كل ما يكتب على صفحات الإنترنت من دعوات إلى التحرر يمثل المجتمع السعودي أبداَ وإنما هي حالات شاذة قادمة بدعم خارجي.
لذا كل ما يكتبه ويروجه صناع هذا الانتشار الفيروسي لا ينعكس على المجتمع السعودي والخليجي والعربي المسلم، وأنما أغلبها شائعات مغرضة تستهدف النفوس والقلوب والعقول الضعيفة، التي لم تتحصن بالقرآن والسنة والعلوم الشرعية على أسس سليمة،
وعلينا أن نعي أن هذا الانتشار استهداف لقيم ومبادئ ومعاني العفة والشرف بدرجة أولى.
خلق الله لنا عقولًا تميزنا عن سائر الكائنات، وشعب المملكة أثبت حكمته ووفاءه وتلاحمه مع قيادته ضد هذا الفكر الضال، وأحبط ما يصبو إليه دعاته من زعزعة الأمن وخلخلة قيم المجتمع، ووقف صامدًا مع مليكه لنصرة الإسلام وحماية الوطن.
يجب على الجميع رفض هذا الانتشار الفيروسي اللا أخلاقي وهذا الغزو الفكري، والبحث عن المعرفة السليمة والعلم الراقي بعقل واعٍ؛ كي لا نُستهدف من العدو من هذه الثغرات، ولا يكون بعضنا سلاحًا بأيديهم لتدميرنا.
وليكن الالتزام بالدين سلاحنا، ورفع راية التوحيد ونصرة مليكنا هو الهدف الأول في حياتنا، وليكن بناء وتنمية وطننا هو الغاية التي نسعى لجعلها حقيقة راسخة
ــــــ
حصة بنت عبد العزيز _ الرياض