ملتقطات متناقضة/خاص مقالات الدكتور إبراهيم

إنسان كرسي

يولد الإنسان بدون اختياره عندما لم يكن شيئا مذكوراً ! ومع ذلك منذ أن تُنفخ فيه الروح وهو يتشبث بالحياة.
يتقلب يتموضع يتعايش يألف يطمئن فإذا به يُلفظ من عالم الأمشاج إلى عالم لا يدركه متشبثا بأمه لا يتخيل البعد عنها بحال ، وبمجرد تسري الحركة في أطرافه ، وانطلاق لسانه فإذا به يستعجل المشي ، والابتعاد لكيان ذاته فتتقلب به الأحوال كما قدر الله له .
قد يُلهمه الله الرشد فيعلم أنه كائن فريد اختصه الله ببصمة خاصة قوامها الأصيل بالله وحده
أو أن يشقى بالبحث عن أصالته ، وتفرده بمقومات أخرى يتشكل بحسبها فليس هو كما هو ، وليس هو كما ذلك الشئ الذي توهم أنه هو !
لتبدأ رحلة التيه ، والشقاء .
الإنسان وِحدة مستقلة قيمته الروح ، والعقل ، وذلك القالب الذي يحويهما ، وهو : الجسد الذي خلقه الله بلونه ، وشكله ، وقدراته ثم مخرجات تلك الموهُبات الثلاث .
فالمركبة براكبها ، والملبس بلابسه ، والمطعم بمتناوِله ، والمسكن بساكنه ، والاستاذ كرسي بمعتليه.
أعجبني بيت شعر وسم فيه الشاعر :
يقولون وكر الحر ما تعتليه البوم
وأنا شوف عيني وكر حر تحت بومة .
وتستمر الرحلة بين تيه ، ورشاد خاصة إذا دمج الفرد فردانيته مع الأشياء فلا اعتز بذاته ؛ ولا صار شيئاً من الأشياء .
ودمتم سالمين ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

 

د. إبراهيم بن عبدالله العبدالرزاق
القصيم _بريدة

ابراهيم العبدالرزاق

كاتب عام في شؤون الحياة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى