الثقافة والفنون

الطائف مدينة الشعر والأدب

نبارك للطائف ما زفه وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود خبر انضمام الطائف ضمن شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية بأرض الشعر قائلًا : الطائف – أرض الشعر والأدب وعكاظ – ضمن شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية . وبهذا يتوج انضمام الطائف إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية ، كأول مدينة مبدعة في مجال الأدب بالمملكة ، تاريخ من الأدب والثقافة عاشه أبناؤها منذ آلاف السنين ، فقد كان في الطائف سوق عكاظ من أشهر الأندية الأدبية في الجاهلية وفي عصر صدر الإسلام ، حيث كان يجتمع فيه الشعراء والخطباء ، فينشد الشعراء قصائدهم ، ويلقي الخطباء خطبهم ، ولذلك ليس بجديد على مدينة الطائف أن تستضيف هذا المنتدى الأدبي والثقافي الضخم الذي شرفه بالحضور منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ” اليونسكو ” وحضره وفود من معظم دول العالم ، فهنيئًا للطائف هذا الإرث العظيم.

د.صالح بن معيوض الثبيتي
د. صالح بن معيوض الثبيتي

وقد شاركتُ في هذا المنتدى بنص شعري ترحيبي عن الطائف المأنوس :
يا طائفَ الأنسِ أنفاسًا مُعطرةً
كم سائحٍ فيك يشدو بالملايين


ويا ربيع الهدا عطرت مجلسنا
جبالُك الشُّم تزهو بالرياحيين

ويـا نسيــم الشفــا بــلِّغ تحيتنــا
عطرًا يفوح إلى قلب المحبين


وغـــرد الطيـــر ألحــانا مرتله
ويرقص الغصن من حسن الأفانين

والشعر العربي له أهمية كبيرة في حياتنا ، ومن الوظائف المشهورة الهامة للشعر هو حماية القبيلة، والدفاع عنها، وإظهار شرفها. والشعر مصدرٌ للمعرفة، والفكر، والحكمة. كما أنه مصدرٌ أساسيٌّ لفهم التراث الديني الذي يضمّ القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. ومن الوظائف الهامة للشعر تهذيب النفوس وتربيتها، فيجعل البخيل كريمًا، والجبان شجاعًا، وهو أفضل وسيلة لحفظ اللغة، وتفصيح اللسان، منه تُتَّخَذ الشّواهد والأمثال. فهو ليس فنًّا للفن ذاته، ولا متعة لمجرّد المتعة، هو فن مُمتع ولذيذ، ولكن هذه المتعة تطوي في ثناياها غايات نفعية كثيرة تستمر في تنمية النوازع الكريمة.
ومن هذا المنطلق نرى حِراك ثقافي عظيم يقوده مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل على مستوى العالم العربي والخليجي والسعودي، وأبرز هذا الحراك الثقافي هو إنشاء أكاديمية الشعر العربي ، وأكاديمية الشعر العربي ، فكرة رائدة من لدن مستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حفظه الله ، وجدت في جامعة الطائف الأرض الخصبة كي تعيش ، وتنمو ، و تثمر . أكاديمية الشعر العربي تقع في جامعة الطائف و محيطها الوطن العربي ، مؤسسة ثقافية متخصصة في إثراء وتنمية كل ما يخص الشعر العربي، يرأس مجلس إدارتها مجلس أمناء الأكاديمية الشاعر الأمير خالد الفيصل، وتهدف من خلال أنشطتها إلى دعم دراسات الشعر العربي التاريخية والمعاصرة ونشرها، وتأهيل أصحاب المواهب الشعرية والنقدية وتطوير قدراتهم ، واستضافة ودعم الشعراء والشاعرات والنقاد العرب ، وتكريم المتميزين منهم ، إضافة إلى عقد المؤتمرات والمنتديات والندوات والمحاضرات المتخصصة في الشعر العربي ، وإصدار التقارير السنوية عن الحركة الحالية للشعر العربي والمساهمة في كل ما يساعد على نشر الثقافة الشعرية وتوثيقها علميًّا .
إنجازات يسجلها التاريخ للأمير خالد الفيصل في منطقة مكة المكرمة يصعب حصرها في مختلف المجالات ، ومنها الجانب الثقافي ، ولن ينسى تاريخ الثقافة في المملكة دور الأمير خالد الفيصل في إعادة إحياء سوق عكاظ الثقافي، الذي كان ذكرى من الماضي في مكتبة التاريخ وتحول إلى حقيقة قائمة على أرض الواقع وبصورة حضارية، وأصبح أحد المسؤوليات المهمة لوزارة الثقافة في المملكة.
إن إنشاء أكاديمية الشعر العربي يعتبر ريادة للمملكة وقيادة شعرية لمواهب الشباب السعودي لتخرج لنا شعراء من مدرسة الشعر الأصيل في العصر الحديث، على أسس أدبية ولغوية ؛ لتسهم في بناء المواهب من شعراء العصر الحديث ، وإن جاز لي الاقتراح لاقترحت على صانع القرار تسمية الأكاديمية باسم (أكاديمية خالد الفيصل للشعر العربي)، وهذا المسمى الحقيقي والأمثل لها فهو صاحب الفكرة ورائدها وداعمها.

حصة بنت عبد العزيز

‏كاتبة مهتمة بالمجال الصحفي، أرى أنه إلزاما علي، أن يكون ماأقدمه للقارئ، ثروة حقيقية يتمتع بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى