كتاب الرأي

الأبعاد الفنية والسياحية لقرية ومتحف بن عفيصان التراثية بمحالة أبها

في قرية المحالة ينتصب رافدا ثقافيا وسياحيا نقف معه على إطلالة من التاريخ، ترتسم فيه كل أبعاد الماضي بملامح فن العمارة وأنساقها المختلفة، فنموذج قرية ومتحف بن عفيصان التراثية بمنطقة عسير يعد كشفا لميلاد جديد مرتبط بالواقع ويتواكب مع رؤية الوطن وتوجهات القيادة التي تؤكد على الاهتمام بهوية المكان ، وانطلاقا من مشروع الهوية العمرانية لمناطق المملكة التي يعمل عليها سمو سيدي ولي العهد يحفظه الله بادر الأستاذ/ حسن بن سعد بن عفيصان بإنجاز هذا المشروع الذي شكل الأبعاد الفنية لهندسة العمارة في منطقة عسير وقد استوحى الملامح الخارجية للقرية من البيئة المحلية للدور والحصون لقرى بلّسمر ومنطقة قبائل رجال الحجر ومنطقة عسير بشكل عام حيث ظهرت الأحجار منتظمة في مداميك البناء التي شكلت الواجهات الحضارية للقرية وقد زينت بأحجار المرو باشكال هندسية واضحة المعالم مما يؤكد القدرة على التصميم وروعة البناء المستمد من أبعاد البيئة المحلية نفسها ولكون اهداف القرية سياحية بامتياز وتهدف الى استقطاب الكثير من السياح للتعريف بجمال وفنون العمارة بمنطقة عسير ، أدخل الأستاذ حسن نماذج تتعدد في الأشكال والملامح وتتواكب من نماذج سائدة في منطقة عسير، لتكون قرية نموذجية تعكس ملامح البناء والفنون الجميلة للمباني القديمة في بلّسمر على وجه الخصوص ومنطقة عسير على وجه العموم ، ولهذا جاءت فكرة القرية بهذا الدمج حيث يظهر التناسق بحرفية تامة الأمر الذي يجعل من هذه القرية مزاراً سياحيا لعموم منطقة عسير لاسيما وإنها تحوي الكثير من الموروثات الشعبية القديمة فقد خصص داخل مباني القرية أقسام متعددة منها قسم للأسلحة المستخدة في الماضي كالبنادق والخناجر وما كان يرتدية الرجال اثناء المناسبات وقسم للأزياء والمنسوجات والحلي وأدوات الزراعة وبعض الفخاريات التي كانت تشكل الأواني المنزلية في الماضي. القرية جمعت ملامح كلية وشاملة نظرا لكثرة المقتنيات بداخلها وما يتبدى لنا من الخارج يعكس فن العمارة التي امتازت بها المنطقة والتي تتمثل في تباين واضح بين المنازل العادية والقلاع التي تتوسط القرية حيث سعى فريق العمل والفنيين نحو عمل متقن وبوعي تام لإخراج التصميمات النهائية لكي تلائم بناء وعمارة المنطقة قديماً الأمر الذي يتبدى في الملامح النهائية للقرية كصورة منسوخة من واقع البيئة لتعكس ملامح الجمال وحالات الفن، ومن يقف على تخوم قرية ومتحف بن عفيصان التراثية يرتد إليه حالة من المشاعر والصدى العاطفي الذي ينساب في أعماق النفس لرؤية الماضي الجميل
جدير بالذكر ان القرية التراثية بالمحالة كانت مستلهمة من الموروثات الثقافية للمنطقة ودون أدنى شك أنها سوف تقودنا الى جوانب فكرية وثقافية هامة لتعزز في نفوس الأجيال أصالة الماضي وتتجاوز ذلك الى تبعات اقتصادية هامة الى جانب فتح منافذ شغل جديد اذا ما تم الاستثمار من جهات متخصصة لإدارة مثل هذه المشاريع الحيوية الهامة وخصوصا اذا تم افتتاح قسم خاص بتاريخ الملك المؤسس طيب الله ثراه ليلتقي السائح والمواطن بأثر الرجع حين توحيد هذا الكيان الكبير ومراحل بناء الدولة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود طيب الله ثراه، عند ذاك سوف يتحقق حانب من التمنية المستدامة، ونعيش بين طرفي الأبعاد الفنية والترفية السياحي بمحالة أبها

 

عبدالله بن عبدالرحمن آل رفيدي
مستشار قانوني بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية

 

 

حصة بنت عبد العزيز

‏كاتبة مهتمة بالمجال الصحفي، أرى أنه إلزاما علي، أن يكون ماأقدمه للقارئ، ثروة حقيقية يتمتع بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى