ملتقطات متناقضة/خاص مقالات الدكتور إبراهيم

لماذا لم يصبح الموت واعظا

لقد أدركت آخر تلك الحقبة التي ترتهب بلدة كاملة لموت طفل خديج فيعم الحزن ، والفقد الجميع
في حالة تعم فيها الرحمة ، والقرب من الخير ، والبعد عن الشر ﻷيام ، وأسابيع..
لقد شهدت مواقف بين متخاصمين بمجرد قول أحدهما للآخر (ما وراك موت؟!!)إﻻ وتتزلزل المواقف ، ويذهب ما بينهما خوفا أن يدهمهما الموت وهم في حالة خصام أو تظالم أو تهاجر. ..
طال بي الزمن حتى تحولت المقابر ، والعزاء إلى ظاهرة اجتماعية مبجلة عند الأغلب. .
من ذكريات الماضي سؤال موحش في قلبي :
كيف يعيش هذا الذي يحفر القبر وهذا الذي يغسل الموتى حتى سائق اﻹسعاف لم يسلم من تساؤلي الحائر في أعماقي ؟
مع التلمس ، والتحسس سمعت من الناس أن غاسل الموتى ، ومن في حكمه من أقل الخلق رهبة للموت فتداعت حالة أخرى لدي :
هل أغبطه أم الله يعافيه وﻻ يبلاني ؟!..
صحوت في أحد صباحاتي وأنا أتأمل نهي اﻹسلام عن الخوض في سوءات العباد خاصة اﻷخلاقية الكبرى .
التي من مقاصدها أن ﻻ يستسهل الناس ذلك ولكي ﻻ تتلاشى فضاعتها عند أفراد المجتمع .
فاﻹكثار من ذكر الشيى يهونه بل ربما يرغب فيه ..
فقارنت ذلك بحال الموت ! ففي السابق حاﻻت الوقوف على الموتى ، ووقت موتهم محدودة بين الناس سوى بعض منهم بالدرجة التي لن ينقلوا إلفهم للموت إلى اﻵخرين. ..
بدأت رحلة فقدان الموت لجلباب موعظته مع تطور وسائل اﻹعلام .
بداية بصفحات العزاء ، والوفيات ، ونشرات اﻷخبار المصورة ومع ذلك ظل للموت رهبة..
حتى تطورت وسائل الاتصال التي وصلت لكل مفصل ، وزاوية في حياتنا حتى أن الطفل الصغير أصبح يستمتع بمشاهدة مقاطع القتل ، وأساليبه ، ومشاهد اﻹنتحار ، والحوادث البشعة بل يرى مقاطع القتل العمد في التفجيرات ، والجرائم مما أمات في المشاعر ، واﻷحاسيس كل نبضات أو خلجات للخوف أو الرهبة من الموت.
بل ربما بث في عقول ، وقلوب بعض من لم يشتد عودة الرغبة في ممارسة الموت أو التسبب به بأي شكل كاﻹنتحار أو ممارسة نشاطات قاتلة ولو للآخرين. …
فهل نستشعر أهمية أن نعيد للموت جلباب وعظه ، ومواعظه؟ …
ودمتم سالمين ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

د/إبراهيم بن عبدالله العبدالرزاق
المملكة العربية السعودية
القصيم – بريدة .

ابراهيم العبدالرزاق

كاتب عام في شؤون الحياة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى