ملتقطات متناقضة/خاص مقالات الدكتور إبراهيم

العُجمى حُمى

تصاب المجموعات البشرية بالحمى كما يُصاب الجسد تماما .
فالجسد إذا أصابته الحمى يغشاه الوهن ، ويكون عرضة لتداعياتها بسهولة الإصابة بالأسقام لضعف مناعته ، وتذبذب أركانه ، واضطراب تفاعله ..
التجمعات البشرية بتشكيلاتها الحديثة استقرت بعد شتات ..
فتكونت الدولة الحديثة بأفراد لهم سمات مشتركة بهوية مميزة
تتولى جماع أمرها قيادة مخلصة واعية تسابق الزمن لتبوء المقدمة بين الدول ، وتظمن مصالح أفرادها ، ورعايتهم وفق المشتركات الكبرى التي تأسست عليها وذات طابع وجودي لتحافظ على الولاء ، وتعزز اللحمة الوطنية ..
في مملكتنا العربية السعودية أهم مشتركاتها الوجودية :
• القيادة الملكية لخادم الحرمين ، وولي عهده .
• الدين ، والعقيدة .
• الأمن ، والتنمية ، والدفاع .
• العروبة ، والعادات ، والتقاليد .
فيما يخص العروبة ، والعادات ، والتقاليد سأسهب قليلا في جانب العروبة خاصة اللغة التي أولتها حكومتنا أولوية مهمة منذ التأسيس ، وإلى الآن في عهدنا الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين ، وولي عهده الأمين .
وهو ما أعلنه خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله؛ إذ قال: «بلادنا المملكة العربية السعودية دولة عربية أصيلة .
جعلت اللغة العربية أساسًا لأنظمتها جميعًا وهي تؤسس تعليمها على هذه اللغة الشريفة ، وتدعم حضورها في مختلف المجالات .
وقد تأسست الكليات ، والأقسام ، والمعاهد ، وكراسي البحث في داخل المملكة ، وخارجها لدعم اللغة العربية ، وتعليمها ، وتعلمها» .
وفي خطوة رائدة تظهر الاهتمام الأصيل لخادم الحرمين الشريفين باللغة العربية ؛
أقر مجلس الوزراء إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية وذلك ضمن المبادرات الثقافية التي تنفذها المملكة للمساهمة في إبراز مكانة اللغة ، وإثراء المحتوى العربي في مختلف المجالات .
و «مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية» يُعد إحدى مبادرات الاستراتيجية الوطنية لوزارة الثقافة ، وحراكها المُنير الذي يهدف إلى أن يصبح مرجعية عالميّة من خلال نشر «اللغة العربية» ، وحمايتها، ، ودعم أبحاثها ، وكتبها المتخصصة .
إضافة إلى تصحيح الأخطاء الشائعة في الألفاظ ، والتراكيب ، وإعداد الاختبارات ، والمعايير لها ، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في خدمتها ، وصناعة المدوّنات ، والمعاجم ، وإنشاء مراكز لتعليمها إضافةً إلى إقامة المعارض ، والمؤتمرات .
وهو تجسيد واعي ومسؤول
فقد نص النظام الأساسي للحكم في المادة الأولى «المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة دينها الإسلام ، ودستورها كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولغتها هي اللغة العربية ، وعاصمتها الرياض»
مع ما تقدم توجد من بعض الأفراد ، وبعض المؤسسات خاصة الأهلية ممارسات ، ومظاهر للعُجمة لفظاً ، وخطاً !وهذا لا يليق ممن ينتمي لكيان عظيم يعلن اعتزازه ، وافتخاره بلغته العربية الخالدة..
من علامات الحمى التي ترهق لغتنا الرائعة :
* ظهور الأخطاء الكتابية في تهجئة الألفاظ ، والكلمات سواء في المكاتبات أو اللوحات التعريفية ، والإعلانات التجارية ..
* إدراج الألفاظ الأعجمية في التخاطب اللفظي أو الكتابي وبشكل أسوء ! إذا كانت من باب الزهو ، وزعم التميز العلمي ، والثقافي .
* تنامي الاستعاضة بالأسماء الأجنبية غير العربية في تسمية المواليد إدعاءً للتطور ، والانفتاح .
* قيام بعض مكاتب التطوير التي تعقد الندوات ، واللقاءات باعتماد لغة غير العربية للتخاطب ، وإلقاء المحاضرات ..
* انتشار ملحوظ لظاهرة المطاعم ، والمقاهي ، وبعض مراكز الترفيه ، والتدريب وغيرها بمسميات غير عربية رغم أنها ذات امتداد ، ومنشأ محلي محدود وليست فرعا لوكالات أجنبية ..
هذا غيض من فيض الممارسات ، والأنماط التي تدل على حُمى تتزايد على لغتنا الخالدة وهي حُمى العُجمة التي يجب مقاومة تفاقمها بمفاصل أعظم تجمع يلتزم اللغة العربية بمعنى الإلتزام الواجب ..
فاللغة في مملكتنا الأبية بقيادتها الرشيدة هي من الدين وهي التاريخ وهي إطار الولاء الوطني بالسمع ، والطاعة للمليك ، وولي عهده أدامهما المولى ذخرا ، وعزا إلى أمد الآمدين..
ودمتم سالمين ،،،،،،،،،،،،،،،،،

د/ إبراهيم بن عبدالله العبدالرزاق
المملكة العربية السعودية
القصيم – بريدة ..

ابراهيم العبدالرزاق

كاتب عام في شؤون الحياة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى