النت سوبر ماركت مصطلح مجازي أطلقته على عالم الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي، سوق كبير مترامي الأطراف، بضاعته كثيرة وكبيرة يجمع شتى الأصناف، منها الجيدة والباهظة الثمن، ومنها التي لا تستحق حتى النظر إليها، أو إضاعة الوقت في تقليبها، وكيف هي جودتها؟
من كان عقله يميز الصالح منها تجده يملأ سلته بإتقان وتمعن، ويقدمها لأولاده بكل حب، لأن فيها الفائدة لهم، وفيها الفائدة لكل من هم حوله وللجميع.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (حب لأخيك ما تحب لنفسك)؛ ولكن البعض لا يهوى إلا المنتهي الصلاحية، ويبحث عنه، وينميه ليبثه ويبث سمومه عبره للأجيال، لتدميرهم، ويعمل على تصنيعها وزخرفتها بعذب الكلام، ويعرضها في إطار مزخرف جذاب، لكي تُلفت الانتباه، وينبهر بها صغار السن وضعاف النفوس، الذين بدورهم يساعدون على نشرها بشكل جيد على أرففٍ جمالية الشكل.
ولكن البعض يبحث عن الجديد الجيد، ويقدره وينميه للأحسن ويقتنيه في سلته حتى لا يتعفن، ويعمل على تحسينه للأفضل، ويساعد على زخرفته الزخرفة السليمة في إطارها الحقيقي بدون تُصنع.
ولكن لا نغفل عن من يدس البضاعة المتعفنة في هذا المبنى، حتى ينهار عليك وعلى أولادك؛ فكن حذرا من العاملين فيه، ومن تنسيقهم وزخرفتهم لتلك البضاعة التي لا تدري ما تحتويه من الداخل.
كنِ الرقيب الحنون الجاد على أولادك، حتى لا يأتي يوم تعض أصابعك من شدة الندم، وكن على نفسك رقيبًا؛ لأن النفس أمارة بالسوء.
لا تنجرف وراء التيار، وتنبهر، وتنسى أهلك في زحمة التكنولوجيا وتطورها المستمر، واحذر أن تكون شغلك الشاغل وهاجسك في ليلك ونهارك.
العدل مطلوب في كل شيء، فلا ترهق نفسك، وتنسى من هم أهم من هذا الصرح الشامخ المذهل الفتان، وتتركهم للضياع؛ ليصبحوا هم من بضاعة السوبر ماركت، فيقتنيهم صيادوا الفرص وعرضها على الآخرين، ليتمتعوا ببضاعة أنت بيدك من أدخلتها إلى هذا الصرح بدون أن تدري.
عافانا الله وإياكم من الفتن.
حصة بنت عبد العزيز
كاتبة و أديبة
