كتاب الرأي

لادموع بعد اليوم

من أشد مقيدات الإنسان العادة، خصوصاً مع “سنوات الخبرة ” المتراكمة التي تعايش معها المرء! وليس بالضرورة أن تكون هذه العادة “حسنة المظهر” فأغلب الـعـادات خارج هذا المفهوم! وهي نتاج تأثيرات عديدة مرتبطة في الغالب بالإطار العام للمجتمع بجانب شخصية الإنسان والظروف المحيطة به، وأذكـر حين قلت لنفسي بعد تعب مشوار يـوم قائظ :
لم لا أغزو جسدي بدش ماء بارد لبعث النشاط من جديد، توجهت مسرعا قبل أن أنسى الفكرة! ودخلت “بيت الخلاء والتروش” جاعلا للماء حرية الانسكاب،إلا أن متعتي لم تستمر طويلا حين اكتشفت عدم وجـود ” الشامبو” المخصص لي،قلت لا مشكلة وفرصة للعودة لعالم الطفولة وشقاوتها،وضعت شامبو الأطفال – الذي كان متاحاً- على رأسي وبدأت في الفرك، ولأنني متعود على إغماض عيني في هذه المواقف بفعل ” تقييد العادة ” أغمضت عيني حال استخدام الشامبو الذي لادموع عند استخدامه! كان جسدي وجهازي العصبي أسيرين لعادة ” الإغماض” وكلما حرصت عيني على الانفتاح سارعتا بالانطباق! فقلت لهما تشجيعاً : أيتها العينان لن يضركما شامبو الأطفال هذا لأنه مصمم لغرض الانفتاح والشفافية لا الانغلاق! فتحت احدهما فقط حتى لا أضحي بهما معا! فبعث الجهاز العصبي رسالة للمخ بأن العين أصيبت بـ”حرقة “وتضررت! انه تاريخ هائل من ” الإغماض”ومن الصعب أن أجرفه في لحظة استكشاف واحدة!

عموماً اتمنى من بعض المسؤولين تغيير بعض العادات المرتبطه بعملهم فلايغمضون أعينهم في المواقف التي تستدعي فتحها لرؤية حقيقة الوضع في مهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة، ومع التعود والتكرار ستكون النتائج مبهرة وضامنه بأن” لادموع بعد اليوم “

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى