ملتقطات متناقضة/خاص مقالات الدكتور إبراهيم

قصة : حتى العدو قد يرحم

يذكر أن فتى مملوكا أحب فتاة مملوكة لسيدهما. ..

ظل حبهما بينهما بالهمس والنظرات واﻹبتسامات بل إلى خلوات ﻻ تتعدى مابعد الشفاه…..
كانا يطمحان بوقت يصبحا زوجين كباقي البشر…
سيدهما ﻻ يدع فرصة إﻻ واستغلها بتكليف من تحت يده بالعمل والكد إما بالحرث أو السقاية أو الحلب همه أن تزيد ثروته ولو سال العرق من أجرائه ومماليكه دما، فظا غليظا اجدب قلبه من الرحمة أو الشفقة..
في لحظة أصبحت نارا في قلب سيدهما أن يشغلهما الحب ولو برهة عن الكد والشقاء له،ليقرر السيد قطع دابر تلك النابتة التي تصحرت منها مشاعرة. .
وفي صباح يوم عبوس على الفتى ،فلم يشعر إﻻ والوثاق يلفه وسيده تتطاير من عينيه شرر ما قرر…
ياﻻ الهول فقد سمع الكل صراخ الفتى وهو يفقد ذكورته إلى اﻷبد وسيده يهدد غلمانه أن يد قسوته ستطال كل من يفكر أو يرغب كما أي بشر…..
أما تلك الحبيبة التي مات قلبها ألما من هول ما وقع بحبيبها الذي أصبح كدابة في سانية. …
وماهي إﻻ ساعة استغلت فك قيدها فاندفعت لحبيبها الذي ذبل فيه كل معنى للحياة ما عدا بقايا عشق وحب يراعة.
فلما احتظنته ﻻ تلوي لصيحات سيدها الشاتمة والﻻعنة .. ومن شدة إحتظانهما لبعضهما وهما يفركان صدريهما ببعض سالت الدماء من صدريهما مسجلة صفحة من تراجيديا ستطويها كﻻكل الفوقية والتجبر إما نسيانا أو طرفة يتسلى بها اﻷسياد يوما ما..
سقطت يراعة منهية فصلا من فصول المأساة. ..
أما الفتى فقد تيقن انه أقل من أي شيئ ليس له قيمة..
كان يأمل أن يجازي يراعة لو بالبكاء على قبرها ….
فيظهر قبح أشد قتامة لقلب السيد الذي تجرد من كل رحمة أو حنية قد تشفع له في مقام البشرية…
فزاد السيد من اﻷعمال التي أنهت أي فرصة للوقوف على قبر يراعة ..
سأل الفتى سيده يوما بعد أن أخرج الغروب من البئر قائﻻ
يامن استودعك الله بدني أليس بعد هذا الكد من مستراح؟
ضحك السيد وقال :عندما تحج البقر على قرونها. ..
ليتم الفتى النهاية بإلقاء نفسه على اسفل جال البئر ..
فمهر السيد نهاية تلك الحادثة قائﻻ:
الله يعيننا على تنظيف البئر من دماء هذاالذي ﻻ يسوى قشة.
ودمتم سالمين ،،،،،،،،،،،

…….
ابراهيم عبدالله العبدالرزاق
المملكة العربية السعودية
القصيم … بريدة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى