كتاب الرأي

حروف مبعثرة …!!

يسألني صاحبي وأنا على عجل ..
إلى أين أنت ذاهب في هذا الصباح الباكر ؟؟ .. ولماذا أنت في عجلة من أمرك ؟؟..
يزعجني بأسئلته كثيرا سامح الله فضوله الذي أحبه …
أجبته أسير وفي يدي عصاً اتوكاء عليها .. وفي الأخرى سراج أستنير به عتمة التشابك الملحوظ المختلط في العلاقات بين كثبر من البشر حتى بين أقرب الناس الذين يجمعنا بهم بيت واحد ..
رد سائلا كيف ؟؟
أجبته اشعر وارجو الله ان يكون شعوري غير مصيب أن الأنفس بدى بين بعضها البعض نوع من الضيق والإمتعاض لدورة الحياة اليومية ، بل يخيل لي أن بعض عُرى العلاقات الأسرية تلبس ثياب الفتور التي لا تستر ما تحتها وأكون صادقا معك في القول انه حتى بين الأخوة لاحظت مثل هذا السلوك المحزن لمن يراه ..
لذلك تراني سائرا ابحث وسط هذا الزخم السلوكي المتشابك عن اجوبة لأسئلة طرحت نفسها في مفرق رأسي المصدوع بمشاوير السنين .. لم أجد لها جوابا مقنعا ..
كان واقفا فجلس امامي وافتر ضاحكا ..
وقال اتعجب من تلون كلماتك وعباراتك واحزن عليك لجهلك في تفكيك ذلك التشابك أمام ناظريك حتى تصل لأجوبة قد تكون مقنعة ألى حد الرضا .. أما وإن جثت الآمال شُعثا فما عليك الإ القبول والرضى بما تراه ..
ما كان مني ألا اخذت أمام وجهه الكريم وضعية القرفصاء وقلت له .. زدني ..
أجاب .. يا أخي ماتشعر به وتراه لا يخلُ منه اي مجتمع كان .. حتى في زمن اجدادنا وأوئلنا منذُ الأزل لكنها مؤثرات معينه سايرت تعاقب الأجيال وتنام ثقافاتها ومبادئ ربيت عليها فجعلت المزعج في هذا الزمن كأنه سحابة صيف في زمن الطيبين ..
السبب بسيط وواضح أن تلك الحقبه كانت تُحسب لكل فعل يقوم به اي شخص او زله او هفوه او تقصير بسيط الف حساب قبل فعله أو القيام به ، وكانت هناك عُرى وثقى لا تُرث حبالها ولا تكشف سواءاتها تقلبات الزمن وتتابع المؤثرات واختلاف الأحداث ..
أهم من كل ذلك بنت أسر تلك الأزمنه بينها وبين الله حبلا وثيقا وصلة ممتدة هي أكسير عيشها وتعايشها ولم تلههم بهارج هذا الزمن ( وكانوا في منأى عن العتبه قزاز والسلم نايلوا في نايلوا .. بل لم يشوفوا اللي شفته وبغى يقرضهم .. ما كانت أسس التعايش بينهم مبنية على المصالح وحب الذات ولا تلك الثياب التي لا تستر ماتحتها كما قلت . بل كان رداء الود والتقدير وعطف الكبير على الصغير وأحترام الصغير للكبير .. وتأخر الإبن مجاراة أباه الخطى في الطريق .. كثير كثير مما امر به الدين يقتدى به عضوا عليها بالنواجذ في الإتباع والتطبيق .. ففاضت كل تلك القيم والمُثل على بعض الشطحات أو لنقل التصرفات والطيش فلم تبين على سطح الحياة وسمت قيم التكامل فشكلت حزام قوة ومنعه بين الأسر والتوت على المجتمع فأحاطه الحنان والود والتقدير .
انهى حديثه وهو واقفا وانا لازلت فاغرا انظر إليه وأسمع منه بقوله أدع الله ان يلهمنا الرشد والثبات قولا وفعلا .. استدار في وجهة اخرى وقال وهو يسير … القاك على خير وفي خير ..
قمت من جلستي وليس أمامي
إلا أن اقول لكم مثله القاكم في بعثرة حروف اخرى وانتم بخير ..

رزقان بن حمود العبدلي

صحفي متفرغ لمدة خمس سنوات .. مدير مكتب صحيفة المدينة بأبها بين عام ١٤٠٢ الى ١٤٠٨ مدير مكتب صحيفة المدينة بجازان عشرة اعوام .. مشارك بكتابات في بعض الصحف الورقيه وحديثا الالكترونية .. عضو شبكة الالمعي .. نائب رئيس مجلس ادارة صحيفة غرب الإلكترونية لمدة 7 سنوات مؤسس مشارك وعضو مجلس ادارة صحيفة وقع الحدث الالكترونبية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى