يوم من ضوء واعتزاز.. في حضرة الأمل والعلم
✍️ ناصرمضحي الحربي
في يوم مشرق من أيام القصيم، وحين امتزجت نسمات الربيع بفرح القلوب، احتشدت الطموحات على مدرجات جامعة سليمان الراجحي بمحافظة البكيرية، لتحتفي بثمرة أعوامٍ من الكفاح والاجتهاد. ففي حفل بهيج يفيض فخرًا واعتزازًا، رعى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سعد بن فيصل بن سعد، نائب أمير منطقة القصيم، نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، حفل تخريج الدفعة الحادية عشرة من طلاب وطالبات الجامعة.
وكانت القاعة تشهد لحظة لا تُنسى، حين تناثر النور من عيون الخريجين، وهم يقطفون أولى ثمارهم في بستان الحياة العملية، وسط حضور كريم من أصحاب المعالي والمسؤولين، وأعضاء هيئة التدريس، وأولياء الأمور الذين جاءوا يحملون قلوبًا تنبض فخرًا، وأعينًا تفيض بالدموع.
في صوت واحد، عبّر الخريجون والخريجات عن امتنانهم العميق لهذا الوطن المعطاء، ولقيادته الحكيمة – أيدها الله – التي هيّأت لهم بيئة علمية متقدمة، ودعمت أحلامهم حتى نمت وازدهرت. ووجّهوا كلمات الشكر والوفاء لأساتذتهم الذين سهروا معهم، علمًا وتوجيهًا وتحمّلًا، ليكون هذا اليوم حصادًا يليق بتلك التضحيات.
وكان لممثل مجلس أمناء الجامعة كلمة تفيض تقديرًا وامتنانًا لرعاية سمو نائب أمير المنطقة، مؤكدًا أن هذه الرعاية الكريمة هي امتداد طبيعي لنهج الدولة في تمكين الشباب، وتعزيز مسيرة التعليم العالي، بما يخدم الوطن ويعدّ أبناءه للمستقبل بثقة واعتداد.
أما سمو نائب أمير منطقة القصيم، فقد كانت كلماته نهرًا من الإلهام، حين هنّأ الخريجين والخريجات على هذا الإنجاز العظيم، مثنيًا على الجهود التي تبذلها الجامعة في سبيل بناء جيل واعٍ ومؤهل. وأكد أن التعليم النوعي هو حجر الأساس في رؤية المملكة 2030، وهو استثمار في الإنسان الذي يمثل الثروة الحقيقية لهذا الوطن.
وفي لحظة تفيض رمزيةً وبهجة، صعد الخريجون المنصة لتكريمهم، وسط تصفيق الحضور وعدسات الكاميرات التي التقطت لحظات من عمرٍ لا يُنسى. كانت الوجوه تلمع بالبشر، وكانت الأرواح تحلق على أجنحة الحلم، لتبدأ كوكبة جديدة من أبناء وبنات الوطن مسيرتها في ميادين العطاء، تحمل معها علمًا، وأملًا، وانتماءً لا يتزعزع.
وهكذا، طُوي عامٌ أكاديميٌ حافلٌ بالنجاحات، وفُتحت أبواب المستقبل على مصراعيها لخريجين لم يعودوا طلبةً، بل أصبحوا صُنّاعًا للغد.