في زحمة الحياة لا تنسوا قلوب صغاركم
بقلم: عهود بنت فهد العوني
في خضم الانشغالات اليومية، وتفاصيل الحياة المتسارعة، وانشغالنا المستمر بما نظنه “من أجلهم”، قد نغفل أحيانًا عن أهم ما يحتاجه أطفالنا: وجودنا الحقيقي
إنهم لا يتذكرون عدد الألعاب التي اشتريناها لهم، ولا كم دورة أو نشاط سجلناهم فيه
لكنهم يتذكرون جيدًا من كان بقربهم عندما خافوا، من مسح دموعهم، من ضحك معهم بصدق، من انتبه لنظرات الحزن في أعينهم وسألهم: “ما الذي يزعجك؟”
ليست التربية أوامر وتعليمات، ولا جداول صارمة أو صرفًا ماديًا
بل هي علاقة متبادلة تُبنى على الحب، الأمان، والحوار
إن أطفالنا لا يحتاجون آباءً وأمهات مثاليين،
بل يحتاجون آباءً حقيقيين وأمهات حقيقيات
يُصغون إليهم، يحتضنونهم
يحترمون مشاعرهم، ويمنحونهم الحب غير المشروط
فالاحتياج الأول للطفل ليس التعليم ولا الانضباط
بل الأمان النفسي
الطفل الذي يشعر بالأمان، سيتعلم، وينضبط، ويبدع
لأنه يرى الحياة من خلال عيون والديه
توقفوا لحظة واسألوا أنفسكم:
هل احتضنتم أبناءكم دون سبب؟
هل جلستم معهم بكامل حضوركم الذهني والعاطفي؟
هل شكرتموهم على سلوك حسن؟
هل أخبرتموهم أنكم فخورون بهم حتى دون إنجاز خارق؟
إن التربية لا تبدأ من التوجيه، بل من القلب
من نظرة حانية، من نبرة صوت مطمئنة، من تفاعل صادق
وفي نهاية الأمر،
قد ينسى الطفل ما قيل له،
لكنه لا ينسى أبدًا كيف جعله وجودكما يشعر
كونوا دائمًا مصدر الطمأنينة، والدفء، والشعور الجميل في حياته
فهو لا يحتاج منكما أن تصنعا له العالم،
بل أن تكونا معه فيه