الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

اخبار محلية

القمة الخليجية – الأمريكية: تعزيز الشراكة الاستراتيجية في ظل المتغيرات الإقليمية

الرياض- ناصرمضحي الحربي

انطلقت اليوم أعمال القمة الخليجية – الأمريكية في العاصمة السعودية الرياض، بحضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك تزامنًا مع الزيارة الرسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الثانية. تأتي هذه القمة في ظل تطورات سياسية وأمنية متسارعة، ما يضفي عليها أهمية استراتيجية تتجاوز الطابع البروتوكولي المعتاد.

وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود دعوات رسمية لقادة الدول الخليجية الست للمشاركة في القمة، حيث ستتناول ملفات الأمن الإقليمي، تنسيق المواقف المشتركة، وتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن لضمان استقرار المنطقة.

على جدول أعمال القمة لقاءات ثنائية بين الرئيس الأمريكي وقادة السعودية، الإمارات، البحرين، قطر، الكويت، وسلطنة عمان، حيث ستتركز النقاشات حول أبرز القضايا الإقليمية، مثل الوضع في اليمن وإيران، إضافة إلى سبل تعزيز التعاون الدفاعي، مكافحة الإرهاب، والتعاون الاقتصادي والاستثماري.

تستند القمة إلى تاريخ طويل من التعاون بين مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، حيث عقد الطرفان منذ 2012 أكثر من 15 اجتماعًا وزاريًا مشتركًا لوزراء الخارجية، إضافة إلى لقاءات وزارية دفاعية خلال أعوام سابقة، هدفت إلى تطوير الشراكة العسكرية وتعزيز الأمن الإقليمي.

يشمل التعاون بين الجانبين عشر مجموعات عمل متخصصة تغطي مجالات حيوية مثل الدفاع الجوي والصاروخي، الأمن البحري والسيبراني، العلاقات مع اليمن وإيران، والتعاون الاقتصادي والتجاري، وذلك ضمن آلية تهدف إلى بناء شراكة استراتيجية شاملة تواكب تعقيدات المشهد الإقليمي.

وعلى الصعيد الاقتصادي، تُعد العلاقات الخليجية – الأمريكية من بين الأقوى عالميًا، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بينهما نحو 180 مليار دولار في 2024، ما يعكس عمق الشراكة الاقتصادية القائمة على الاستثمار والتكنولوجيا والتعاون في الطاقة والبنية التحتية.

تعكس هذه القمة التزام الطرفين بتعزيز التنسيق والتكامل لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وصياغة مستقبل قائم على التعاون والشراكة، بما يضمن أمن المنطقة واستقرارها، ويدفع مسارات التنمية المستدامة نحو آفاق جديدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى