الرياض- ناصرمضحي الحربي
في تصريحات لافتة خلال افتتاح المؤتمر الدولي السابع للسلامة والصحة المهنية بالرياض، كشف وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، المهندس أحمد الراجحي، أن 15% من العاملين حول العالم يعانون من اضطرابات نفسية مرتبطة بضغوط العمل، مؤكداً أن التحولات الاقتصادية والرقمية السريعة تفرض تحديات غير مسبوقة على بيئات العمل.
وأشار الراجحي إلى أن المملكة تتحرك بخطى واثقة لتعزيز سلامة بيئة العمل، معلناً عن تدشين “المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية” بالتعاون مع المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، إلى جانب إطلاق “الدليل الاسترشادي لمعايير السلامة”، الذي يهدف لتوحيد الإجراءات الوقائية وتحسين ممارسات السلامة في جميع المنشآت.
كما أعلن عن “برنامج الحوافز الوطني للامتثال والتميز” و”جائزة المجلس الوطني للتميز في السلامة والصحة المهنية”، لتشجيع المنشآت على التميز وترسيخ ثقافة السلامة.
واستعرض الوزير أرقاماً مقلقة من تقارير دولية، حيث تسجّل سنوياً قرابة 3 ملايين وفاة ناتجة عن الحوادث والأمراض المهنية، إلى جانب 395 مليون إصابة عمل غير مميتة. كما نبه إلى أن الإجهاد الحراري وحده يسبب أكثر من 23 مليون إصابة و19 ألف وفاة سنوياً.
وأكد أن رؤية المملكة 2030 تضع سلامة بيئات العمل على رأس أولوياتها، مشيراً إلى أن تأسيس المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية ساهم في خفض معدل وفيات العمل إلى أقل من حالة واحدة لكل 100 ألف عامل خلال السنوات الثلاث الماضية.
وفي سياق التوطين، أوضح الراجحي أن عدد السعوديين المتخصصين في مهن السلامة تجاوز 29 ألفاً، بزيادة تفوق 130% منذ عام 2022، كما ارتفع معدل الامتثال لمعايير السلامة إلى 72%، في حين بلغت نسبة أتمتة إجراءات الحماية 62% بنهاية 2024 مقارنة بـ30% فقط في 2020.
واختتم الراجحي كلمته بالتأكيد على التزام المملكة بخلق بيئات عمل أكثر أماناً وجودة وتحفيزاً، معتبراً أن المؤتمر منصة رائدة لتعزيز التعاون الوطني والدولي نحو مستقبل مهني أكثر صحة وسلامة
