كتاب الرأي

حروف مبعثرة …

مـــاهـــو العيــــــد ..

 

تهفو النفوس بطبعها لكل جميل ..

فطرة الله التي فطر الناس عليها ..

يبقى الفرح والسرور بمناسبات كهذه مفرحه بساط مريح يعتليه العباد يسبح بهم في دنيا التأمل والتلذذ والخيال وزد ما شئت تصويرا لمشاعر الفرح بالمناسبات الجميلة التي تمر علينا من وقت لآخر ..

تهوى الآفئدة الإرتواء من جمال الصدف والذكريات المحببة للنفوس بعد طول انتظار ..

وكأن القدر على موعد ثابت بين واضح كبيان الشمس في كبد السماء ليسعدها في وقت وزمن معينيين ..

العيد هو ( تاج العروس ) بعد طاعة الرحمن وآمال حصد الجوائز والفوز مع من شملتهم مظلة الله بعفوه وغفرانه ، العيد حلة بهية على النفوس يختال بها المرء في هودج الأنس والسرور طيلة أيامه ولياليه ..

ما أجمل العيد بإطلالته على الدنيا وما حوت ..

أفضل صورة وأنت ترى الجميع وهم يتبادلون تهاني العيد مصحوبة بالفرح والسرور وروح التسامح  مرسومة على محيا المهنيئن ….

حروفك المبعثرة قد لا تفي المقام حقه والمناسبة قدرها  وأنت تكتب عن العيد كونها مناسبة اسلامية زاهية مفرحه تحمل الكثير من عبق الأنس والسلوى للنفوس على مساحة المعمورة ..

هكذا ( صاحبي ) اراد أن يعايدني بنقده اللاذع دائما مشككا في قدرة افكاري تصوير مثل هذه المناسبة الجامعة للأمة الاسلامية ولم يعلم أنني قد استبقيت بعض من ما راق لي و اطلعت عليه ادفع بها أمامه عله يستريح  ويريح ويطمئن قلبه أن بطون الكتب فيها اشياء كثر سبقنا بها من سبقنا زهوا وفرحا واستبشارا بحلول العيد السعيد على الأمة الاسلامية والعربية التي نسأل الله سبحانه أن يكون عيد خير وفرح وبشر على الجميع

فقلت له يحظرني في هذه العجالة ما قاله احد الشعراء وهي هذه الأبيات :-

قـــــال لي :

مـــا العيــــــــــــد،

أوْضِح صورة العيد لكي نعرِفَ رسْمَه؟

قلت:

إن العيد أزهارٌ وأطيافٌ ونغمهْ

إنَّه ذاكرةُ الفجر التي لم تختزن ظُلْمهْ

إنه النّصُ الذي ثبّتَ فيه الحبُّ ختمهْ

إنَّه العيد، خيوطٌ من شعاعِ الحب

عِقْدٌ أتقنَ الإحسان نظمهْ

ثم واصلت قائلا ..

لكن الكثير للأسف قد يغفل عن المعنى الحقيقي للعيد فيظنوه في لبس الجديد واللهو واللعب فقط والخيلاء ببعض ما اتاهم الله من البنين والمسكن وغير ذلك .. وإن كان ذلك من سمات العيد لكن هناك أمورًا أخرى ينبه إليها أبو إسحاق الألبيري حول حقيقة معنى العيد؛ فيقول:

ما عيدك الفخم إلا يوم يغفر لك

لا أن تجرَّ به مستكبراً حللك

كم من جديد ثيابٍ دينه خلق

تكاد تلعنه الأقطار حيث سلك

ومن مرقع الأطمار ذي ورع

بكت عليه السما والأرض حين هلك

 وهو قول ينم عن عمق معرفة بحقيقة العيد، وكونه طاعة لله وليس مدعاة للغرور والتكبر.

ويستغل الشاعر محمد الأسمر فرصة العيد ليذكر بالخير و الحث على الصدقة فيه تخفيفًا من معاناة الفقراء والمعوزين في يوم العيد؛ فيقول:

هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به

وبذلك الخير فيه خير ما صنعا

أيامه موسم للبر تزرعه

وعند ربي يخبئ المرء ما زرعا

فتعهدوا الناس فيه من أضر به

ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا

وبددوا عن ذوي القربى شجونهم

دعــا الإله لهذا والرسول معا

واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم

بــدراً رآه ظلام الليل فانقشعا

قام صاحبي مسرورا مستأذنا لأمر في نفسه لم اعلمه ولم يفصح به لي .. قبلت توديعه هاشا باشا بحلول العيد رمقني بنظرة ازدراء لم اعرف لها مغزى وفيما أعتقد انه معترضا وقد اسعفتني بعض المراجع منافحته عن حقيقة العيد .. نسأل الكريم بجلاله أن نكون وأنتم وعامة المسلمين من المقبولين في هذه الأيام المباركة وأن يعيده علينا وعلى الأمة الاسلامية اعوام عديدة وسنين مديدة وأن يحفظنا من كل مكروه وسوء ..

دمتم بخير وعيدكم مبارك ..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى