صحافة المواطن : منبر إعلامياً لمن لا منبر له
برزت ماتسمى صحافة المواطن وهي مايلتقطه ويبثه المواطن العادي من افلام قصيرة لحوادث واخباروممارسات سلبية وتعليقات من واقع الحياة وما يعده بعض الشباب من برامج ساخرة وعن الحالات الانسانية والسلبيات في قطاعات خدمية مختلفة وتقصير بجهات حكومية مستخدماً وسال التقنية وشبكة الانترنت بالتواصل مع الاخرين مماجعل الكثير من خبراء الاعلام يرون ان صحافة المواطن الاخذة في الانتشار انهت بالفعل احتكار وسائل الاعلام التقليدية واصبح المواطن العادي صحفياً ومصدراً مهما ًللمعلومات من خلال المدونات وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي كـ تويتر، والفيس بوك ،واليوتيوب ،وغيرها.. بل أصبحت لقطات الفيديو القصيرة ، وبرامج الشباب الطريفة من اهم وسائل التعبير لدى فئة كبيرة من الشباب عن اراءهم في القضايا الاجتماعية والرياضية ، والاقتصادية ، والفكرية ، والقرارات التنمويه وغيرها.
فما مدى تأثير صحافة المواطن ومقاطع اليوتيوب على الرأي العام المحلي ؟ وهل تغيرت النظرة العامة الى الصحافة بوسائلها التقليدية لتبرز لنا وسيلة جديدة من التواصل الإعلامي المباشر؟ وهل بالفعل أصبحت برامج اليوتيوب منبر من لامنبرله؟..
تساؤلات نتعرف على إجاباتها من خلال هذا التحقيق..
تشير بعض المصادر الإعلامية إلى أن «صحافةالمواطن» بدأت بشكل مـتـواضـع فـي مطلع القرن الحادي والعشرين، واكتسبت المدونات الشخصية – تحـديـداً بعد فترة قصيرة من ظهورها أهمية كبيرة كوسيلة تعبير عن رأي المواطنين، الذين ظلوا لفترات طويلة متلقين لوسائل الإعلام التقليدية، وما لبث هذا التعبير عن الرأي في المدونات أن تطور مع التطور التقني إلى تغطية خبرية مصورة موسعة لكثير من الأحداث التي غفلت عنها أو تجاهلتها وسائل الإعلام التقليدية، ومع تزايد مصداقية المدونات الشخصية ظهرت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، والتفاعلي التي قدم خلالها مواطنون هواة عبر ما تلتقطه هواتفهم المحمولة أفلاما قصيرة، وصـورا تـوثـق الأحداث اليومية وشاركهم الآخرون في مشاهدتها والتعليق عليها، وتـطـورت إلـى إعـداد مـواد وبرامج إعلامية خاصة.
الصحافة الشعبية
حـول تـطـور مـفـهـوم ومـضـمـون صحافة المواطن، في العالم، يذكر الإعلامي الأمريكي «دان غيلمور» في كتابه «نحن وسائل الإعلام: الصحافة الشعبية من الشعب وإلى الشعب» الـصـادر عـام٢٠٠٣م أن الأخـبـار لـم تعد محـاضـرة، بـل أصبـحـت مـحـادثـة، وأن فكرة «صحافة المواطن» توسعت كثيرا بسبب التطورات التكنولوجية، حيث أصبح مع كل شخص تقريبا كاميرا رقمية مزودة بهاتفه الجوال، ووفرت شبكة الانترنت منصة عرض تتسع للجميع، ويشير إلى أن بـدايـة هـذا الـنـوع مـن الصحافة بـرز في أحداث عالمية مهمة خلال حرب تحرير العراق 2003م ، والانتخابات الأمريكية لعام ٢٠٠٤م، وكارثة «تسونامي» ٢٠٠٤م. حيث بثت محطات التلفزيون العالمية معظم موادها الإخبارية الرئيسة من أفلام التقطها الهواة بهواتفهم المحمولة لتلك الأحداث. ويشير «دان غليمور» إلى أن قناة الـBBC البريطانية عل ىسيبل المثال بثت ٢٠ ألف رسالة الكترونية، وألف صورة، و٢٠ فيلما تصويريا عن تلك الأحداث مصدرها المواطنين. وتشير مصادر إعلامية عربية إلى أن العالم العربي شهد أوج «صحافة المواطن» وازدهارها فـي الـفـتـرة الأخـيـرة، حيث مثلت المصدر الأساسي للأخبار في كل من تونس، وليبيا، ومصر، وسوريا، واليمن.
مهمة، ولكن..!
وعـن أهـمـيـة بـروز «صـحـافـة المـواطـن» على مواقع «اليوتيوب»، وهل ساهمت تلك المقاطع، والصورالإخبارية في التأثير على الرأي العام المحلي؟، يرى د.سعود الكاتب أستاذ تكنولوجيا الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز ، أن ما ينشر على موقع «اليوتيوب» بهدف نقل السلبيات في قطاعات مختلفة، والتي تعنى بخدمة المواطن، والتي قد يتسبب قصور أدائها فـي حـدوث الإضـرار بـه وتعطيل مصالحه، موضوعاً هاماً وجديراً بالتشجيع والدعم، بل ويسمى بمفهوم ومضمون «صحافة المواطن»، والذي فيه إبراز لنواحي التقصير والتي باتت تقتضيها المصلحة العامة، مستشهدا بما فعله المتطوعون في كارثة السيول في عدد من المناطق المحلية من كشف للسلبيات والمشاكل، وعرض للحالات الإنسانية التي تضررت، ولولا ما عرض على موقع «اليوتيوب» لما لاقت كل هذا الاهتمام. ويضيف د. الكاتب: ان الإعلام الجديد «اليوتيوب» سلاح ذوحدين، يجب التعامل معه بحذر، فهو بمثابة الكشاف الذي يسلط الضوء على نواحي القصور، والذي يخشى نوره كل المقصرين، ومن جانب آخر جعل كل مواطن بمثابة العين للدولة، وذلك لتصحيح الأخطاء من خلال الرصد التقني بـ»كاميرا» الهاتف الجوال، والذي ينبغي تشجيعه طالما أنه يتم بشكل راق وحضاري، وبعيداً عن الإساءة والتشهير بالناس واتهامهم في كرامتهم، مؤكداً على أننا ندرك جيداً أن «اليوتيوب» يعرض الغث والثمين، وهذا يستدعي وجود قانون رادع وتوعية تجاه استخدامات التقنية.
دمج الخدمة الإعلامية
وعن الفارق بين «صحافة المواطن» و»الصحف الإلكترونية»، يقول حمود النحيت الرئيس التنفيذي لنادي البكيرية الرياضي، إن الصحيفة الإلكترونية هي مـشـروع مـؤسـسـي يـعـتـمـد عـلـى تـنـوع المـواد الصحفية، وتعدد الوظائف التي تؤديها اتجاه القارئ مثل الصحافة الورقية. أما«صحافة المواطن»، ومنها مواقع «اليوتيوب»، فهي نتاج مواطنين يسجلون الأحداث، ويلتقطونها، ويبثونها عبر شبكة الإنترنت لأحداث مهمة أو مثيرة أو طريفة أحيانا.
ويطالب النحيت بدمج «صحافة المواطن» بتفريعاتها المختلفة ضمن آليات عمل المؤسسات الإعلامية المعروفة، وإتاحة خدمات إعلامية متنوعة وجديدة تجمع بين ممارسي الإعلام المحترفين، ومنتجي المحتوى من أفراد الجمهور المبدعين؛ لتدعيم صـلات تـقـوم عـلـى الـثقـة والـولاء بين المؤسسات الإعلامية وفئات متنوعة من الجمهور، والمساهمة في تشكيل قاعدة من الجمهور الأكثر وعياً،وإلماماً بالقضايا المجتمعية، والمشترك في صناعة الأخبار والمحتوى، وفتح المؤسسات الإعلامية المجال لجمهورها لتعبير عن آرائـهـم، ومناقشة الموضوعات والقضايا التي تهمهم.
ويضيف : أن برامج «الـيـوتـيـوت»، والـتـغـريـدات في «توتير وغيرها التي تستخدم التكنولوجيا،والإعلام الجديد كسرت كثيراً من الاعراف السائدة والتقليدية في مجال الاعلام، وبدأت هذه المرحلة تؤسس لإعلام جديد غير المألوف سابقاً يشارك فيه المواطن العادي فالصحافي المواطن والمصور المواطن أصبحا جاهزين بكميراتهما ، واخبارهما للكشف عن أي شي ، وبسرعة عالية:
منابر إعلامية إضافية
أما د. سلطان العبدالله المحاضر في شئون الإعلام الجديد فيقول : اصبحت العديد من الوسائل الاعلاميةتستخدم موقع«اليوتيويب» كمنابر إضافية لها للوصول لجمهورها المستهدف، فمثلا لقناة الجزيرة، وصحيفة القدس العربي مساحة خاصة على «اليوتيوب» تبث فيها أعمالها بالإضافة لمواقعها، وتـقـوم قنوات فضائية، وشبكات تليفزيونية شهيرة بنفس الشئ مثل السي بي سي.. وغيرها. ويتميز «اليوتيوب» بمقومات فريدة من نوعها تدعم مكانته كوسيلة إتصالية من بينها: ضخامة مساحته التخزينية، ومجانيته، وسهولة ربطه بالمواقع والمدونات الإليكترونية، وبإمكانية استقباله على أجهزة إليكترونية متعددة، وبتنوع وتعدد مستخدميه، وبكثرة خياراته ومـواده، وبـسـمـاحـه لمستخدميه بمساحة حرية كبيرة، وعدم وجود رقابة عليها. ويؤكد د . العبدالله على أن المستقبل لا يزال يحمل الكثير لموقع «اليوتيوب»، فمنافسوه يتزايدون،وقدرته على البث المباشر تتسارع، وعدد مستخدميه يتكاثرون، واندماجه مع الوسائط الأخرى تتصاعد، وحاجة وسائل الإعلام له تتطور، وخاصة مع تتابع الأحداث السياسية.
محاذيرقانونية
وعـن الجـانـب الـقـانـونـي لمـا يبث عبر موقع «الـيـوتـيـوب»، يتحدث المحـامـي والمستشار القانوني سالم الشمري، قائلا: هناك الكثير من المحاذير القانونية فكل من يستغل تقنية الـصـورة، وسـرعـة وصـولـهـا مـن خـلال موقع «اليوتيوب»، نتيجة مشاكل شخصية بينه وبين الآخـريـن، أو بسبب رغبات مكبوتة، وشريرة فـي داخـلـه ينتهك كـل الـقـوانـين والأعـراف، والتي تنص على حق الإنسان في أن يعيش بكرامته بعيداً عن الابتزاز. مؤكداً على أن المرأة تتضرر أكثر من غيرها، نظراً لحساسية وضعها من نشر صورها وارتباطها بأسرتها.
وأشـار إلى أن مـوقـع «الـيـوتـيـوب» ولـد بدون هوية، بل ووجد نفسه سريعا بين التقنية، لذلك يجب أنتـكـون هـنـاك ضوابط للحد من التعامل الـعـشـوائـي ضد كل من ينشر صـور الناس، ومقاطع «الفيديو» خلسة، خاصة، وقد ثبت أنه يمكن تلفيق بعض المقاطع بإضافة أو حذف بعض المشاهد، مبينا أن الشبكات الدولية مسئولة مسئولية كاملة عن وضع ضوابط، وشروط للصور ومقاطع الفيديو، والتي يجب أن تنشر دون الإساءة للغير.
ويختتم الشمري رأيـه، مضيفا: أن وجود الثقافة للتعامل مع لقطات موقع «اليوتيوب»، يجب أن يـتـوافـق مـع سـن تـشـريـعـات تضع حداً للاستهتاربخصوصية الآخرين، والتي نفتقدها في مجتمعنا، مع العلم أن مجلس الوزراء السعودي سبق وأن أقرعقوبات الجرائم والتشهير الالكترونية، واستغلال «اليوتيوب» جزء من الجرائم الالكترونية –