المرأة وظروف العمل
لقد تأكد دور المرأة وسموه . وفشلت المحاولات المجحفة في تاريخ البشرية للإقلال من قيمتها واعتبارها الجنس الأدنى، وهذا ما توضحه بعض من الدراسات والعديد من المؤلفات على رفوف المكتبات ، ان موضوع المرأة جسدا ونفسا ظل مثمرا في أذهان الرجال والعلماء والكتاب والمفكرين والشعراء والأدباء والذي يستعرض نتائج هؤلاء على مر العصور سوف يدهش لهذا الكم الهائل من الموضوعات والكتب والروايات والأشعار التي تتناول المرأة وان معظم هذه الكتابات تصور ان المرأة تحتل في أذهان الرجال « عن وعي وغير وعي » أجزاء كبيرة ان لم تكن اكبر الأجزاء .
تقول الدكتورة نوال السعداوي في إحدى مؤلفاتها مذيل بعنوان “معركة جديدة في قضية المرأة. (ان المثل العليا والقيم التي تتمثلها المرأة منذ طفولتها حتى مماتها في الأسرة والمدرسة والشارع والصحافة والإذاعة والأفلام والصور والكتب كلها تدفع بها لا إلى طريق العمل وإنما إلى اصطياد رجل للزواج منه بأي شكل وإلا فقد فاتها القطار وفاتتها جنة الله على الأرض ولهذا تنظر المرأة إلى العمل كأنه محطة انتظار ليس إلا إذا جاءها عريس غني، فهي تترك العمل فورا .. وإذا جاءها عريس فقير فهذا حظها وعليها ان تعمل حتى يصبح اقل فقرا ثم تترك العمل إذ سمحت الحالة الاقتصادية بذلك.)؟!!
وإنني لست مع هذا الرأي المطلق ولن أقيس عليه فان كانت هناك نماذج صاد فتها في حياتها فليس الحكم من خلالها يطلق على كل النساء ولو قست الأمر على مجتمعنا نجد المشكلة الاقتصادية وحاجة المرأة للمال تكاد تختفي وهي ترفض ان تكون سلعة تباع وتشتري .. بل واربأ بالمرأة حتى في المجتمعات الأخرى ان تنحدر إلى هذا الحضيض وان كنت اتفق مع القائلين بان للعمل دورا مؤقتا تستعيض عنه الفتاة قبل وصول عريس لها وربما بمحض إرادتها وإرادة الزوج في بعض الحالات .. ولعل نظرة سريعة لكثير من الكاتبات لدينا رغم إنهن لا يزاولن عملا متفرغا إلا ان أكثرهن اختفى من الساحة بعد الزواج وعين قسرا وجبرا وهناك المدرسات والعاملات اللاتي يجبرن على ملازمة البيت ويرفض أزواجهن عملهن .. وعلى هذا النحو ترضي المرأة بدورها المفروض عليها