ازددتُ يقينًا أن الجذور ترتكز في أعماقِ الأرض، بينما أنا أجدها تمتدُّ إلى اللُّب الأساسي لهذه الأرض، وأن هذه الأرض تختلف عن الأراضي والجذور الأخرى. لكن أمسيتُ أرى جذورًا تحلُّ مكان الجذور الأصلية لتبيت سنين طوال على أنها تلك الجذعة التي أستمدُّ منها كل شيء عزيز .. فَتَيَقَّنْتُ حينها أن أصل تلك الجذور المنسية هي التي أقبلت إليَّ بشكلها الآخر .. وللأسف وجدتها أشبه بشيء قبيح قد تغير شكلهُ ولونه .. وتهاوت قوته .. ولكن بقي القليل منهُ المتنكر بهيئته الجديدة وكأنه يريد إيقاظي من هذا السبات الذي ظننتُ أنه أمرٌ حادثٌ لا محالة في أرضي .. فحينها لا بد من وقفةِ مزارعٍ مجاهد وراء هذه الجذور المتحولة .. يعيد إليَّ ذلك الجذر والغصن والجذع والورقة التي نَمَت واستقامت من قبل أن آتي إلى هذه الدنيا، وأن أزيح كل ما هو شائك هذه الجذور جميعها، بالاختصار: هذه جذورنا نحنُ .. هويتنا وإن فاقت إلى تطور .. فلا بد أن تُغمض إلى جذورها.
