في محيط ضوضاء الحياة
مازالت الأيام تبثُ كل ما لديها؛ حتى نرى الأمور بطريقة مختلفة وبشكل استثنائي، والهدف هو كيف نستقبلها؟ وكيف نَتَقَبَّلُها، أيقنتُ حينها أن الإنسان وُضِعَ في هذا الطريقِ لكي يختار، ويقرر من بين كل تلك الظروف؛ وكي أوضح الأمر أكثر …
إنك في كل مرةٍ تشعر أنك في مأزق سرعان ما تجد أقرب الناس يتسابقون لمساعدتك .. في وقت ظننتَ فيه أنهم ليسوا جديرين بأن تذهب إليهم في أي عقبة قد تواجهك، لكنهم في اللَّحظة نفسها يدركون قيمتك ..وأنك وقعت في هذا المأزق بسببهم.. ويُحَمِّلُون أنفسهم ما جرى ..وتلقائيًّا تجدهم أمام خيار واحد ..يبصمون به بالقرار .
وفي الوقت الذي تجد نفسك فيه مضطرًا للرحيل عن كل ضوضاء الحياة وصخبها؛ لكي تُقْنِع َنفسك بأنك شخص يحب العزلة والهدوء، تجد نفسك مشتاقًا لهذا الصخب والضجيج، ثم تعاود الاختيار وتُقَرِّرُ أن تعود إلى هذا الصخب.
هذا، وقد تجد نفسك –أحيانًا- أمام عدة خيارات .. ولكن يجب عليك أن تقرر قرارًا واحدًا فقط؛ بمعنى: حين تكون طالبًا متخرجًا حديثًا تُطْرَح أمامك عدة تخصصات ولا بد أن تختارَ تخصصًا واحدًا فقط.
وقد تجد نفسك قد وُضِعْتَ أمام أمر يحدد مصيرك ومستقبلك وآلية عيشك في هذه الحياة، وهو اختيار الشريك المناسب للحياة ،بينما هنالك العديد من الخيارات المتاحة أمامك.
وإذا نظرنا إلى جانب أدق وأبلغ في عدم حرية الاختيار واتخاذ القرار وهو تفاوت الناس في تعرضهم للظروف والمأساة، سواء أكانت نفسية أم عائلية، وقد تكون مادية أيضًا، فيضطرون إلى التسليم بما يحدث دون اختيار منهم.
إن مسألة الاختيار والقرار مسألةٌ يتطلب من كل إنسان أن يحددها، وأن يضع لنفسه خيارات تكون نتائجها قرارات صائبة، والأهم في كل هذا أن تضيف لحياتهِ معنى.