الأحصنة الستة
يمتلك أب لأربعة أبناء حصانا جموحا بأيطَلا ظبي، وساقا نعامة في بلدتهم .
ليس هو الوحيد الذي يمتلك حصانًا بل هنالك العديد من أهل البلدة لديهم خيلا تنافس حصانه بالقوة ، والارخاء ، والتقريب .
تقام منافسات غالبها لخمسة أو ستة خيول تشاطر حصان الأب في الظفر بقمة هذه المسابقات ..
يبذل الأبناء الأربعة جهدهم ، ومالهم للعناية بحصان والدهم
هواية ، وحبا ، وتملكا فما لأبيهم لهم بل يحزنون ، ويفرحون حسب مركز حصانهم في السباق .
قضوا سنين عديدة على هذه الحال ..
فجأة تغير الحال ! فقد حضر ثري
واشترى أغلب الخيل ؛ ولكن بطريقة أن يبقى الحصان في اسطبله القديم ، ويقوم المالك الأول برعايته على نفقة الثري ، ويأخذ المالك القديم راتبا مقابل الرعاية ..
أقام الثري ميدان سباق فخم للمسابقات برسوم يتحملها المشجعون القدماء للدخول ، وحضور المناسبات ؛ وحتى يظمن الثري الربح حرص أن لا يتفطن المشجعون أن العملية اختلفت من حب ، ومناصرة ، واستمتاع ، وولاء لمُلّاك الخيل إلى فكرة استثمار لا تعتمد على الحب ، والولاء إنما متعة مدفوعة الثمن ..
أحد أبناء الأب صاحب الحصان الذي أصبح أجيرا عند الثرى.
سأل أخاه الذي يكبره سنا:
-الأن هل ارتباطنا بفوز الحصان تغير ؟
في السابق قد نُبرر فرحنا بفوزه ، وآلامنا بعدم تحقيق الفوز لأن المالك أبونا .
الآن مالك الحصان رجل ثري ! في كل الحالات كسبان أياً من الخيل فازت فهو مالكها كما أنه لا يعنيه حصان بعينه بقدر تحقيق الربح عن طريق عدد الحضور ، والإعلانات ، والدعايات ، والصور المنقولة بمقابل مالي ؛ وكذلك تأجير كل ما يمكن استثماره .
بل لديه توجه لأن يحضر حصانا بدل حصاننا السابق أقل استهلاكا ، وأكثر عائدا بخيال معروف له معجبون ، ومتابعون مع استمرار والدنا بالاهتمام ، والرعاية للحصان ، والاسطبل ..
رد الأخ الأكبر :
-فعلا : لا أدري هل حبنا ، واهتمامنا نفسه أم فقدنا ما كنا عليه !!؟
أخي أنا أكبر منك فاستمع قولي : ريح أعصابك ، وهنأ براحتك ؛احتفظ بهما ففي النهاية هذا الثري يربح ! ونحن نصفق ، وهو يبتسم ، ووالدنا راتبه ماشي ، وحصانه القديم مات .
والحب لما لا تملك ! حماقة ..
ودمتم سالمين ،،،،،،،،،،،،
د/ إبراهيم بن عبدالله العبدالرزاق
المملكة العربية السعودية
القصيم – بريدة .