عذرا صديقي
يتألم الإنسان السوي إذا اقترف ما يُكدر صديقه .
حتى لئيم الطبع الذي تبلد إحساسه ، وصنع مشجبًا كرأس الشيطان لشنق ضميره مزهقا
حراكه ، ووخزاته إلا وتأتيه لحظات تتجسد فيها آلامه الجاثية اليائسة تتأهب للفتك ، والانتقام لتكشف هوانه ، وحقارته المتسربلة زورا بزراكش طاؤوسية زائفة ..
في مسير حياتنا المتسارع تتضائل الفترات لالتقاط الأنفاس
من لُهاث اللعب ، واللهوي ، والإجهاد فتتزايد المفقودات التي لا نشعر بأهميتها رغم ما تخلفه من أضرار عميقه تذهب لذة الحياة ، وتفرغها من حقيقتها مخلفة الظلمة ، والتوحش الجواني المدمر ..
المتأمل بهدوء يتفهم علاقة الصداقة بين الإنسان ، والحيوان !
تعويضا عن الإنسان لأنه الأقرب لجبلة علاقة الأحياء بالأحياء التي لا يحل بدلها شئ من الأشياء أو ماهو غير حي بأي شكل أو معنى
إلا في التموضع ، والتجسيد
يقول الشاعر :
أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى
أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا
وَما حُبُّ الدِيارِ شَغَفنَ قَلبي
وَلَكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِيارا ..
يظل لكل صديق بديل سواء إنسان أو حيوان .
أما الصديق الذي ليس له بديل أو عوض بل البديل ، والعوض سراب يحسبه الضمآن ماءً .
أروع صديق هو الذي يُشْرِع أبوابه ليلا ، ونهارا لمن هجره أو قصر في حقه ولم يكتفي بذلك إنما مهد السبل ليسلك إليه المعتذر دون خوف أو تعثر أو تيه
بلا مراسم ، ومبررات ، وتفسيرات يكتفي بالإقبال ، والنظرة ، والإلتفات..
بما مضا اعتذر لك أيها القارئ العظيم بقراءتك فلعلك رضيت
أما الاعتذار الأهم : فهو للقرآن الكريم الذي يتقطر جبيني عرقا
أن اعتذر من هجري ، وتقصيري وهو الحد الأدنى مع القران
، والاعتذار الثاني : للكتاب ، والكتب التي لا أمر عليها إلا حاجة ، ومصلحة !.
افتقد لليالي ، وفسح النهار خاصة في حوش بيتنا الطيني عندما أرى أم الأفراخ تقطقط بين أفراخها تجوب أرجاء البيت بلا كلل أو ملل ، ولا تنتظر برهم يوما ما ..
ودمتم سالمين ،،،،،،،،،،،،،
ومضة:
أَعزُّ مكانٍ في الدُّنا سَرْجُ سابحٍ
وخيرُ جليسٍ في الزَّمانِ كِتابُ
د/ إبراهيم بن عبدالله العبدالرزاق
المملكة العربية السعودية
القصيم – بريدة .