كتاب الرأي

الاستهتار القاتل يسجل أرقامًا بدماء الأبرياء

العنوان ملفت للنظر، فالاستهتار القاتل يسجل أرقامًا بدماء الأبرياء فعلًا.
وسأتكلم اليوم عن ( اللامبالاة ) في قيادة المركبات من بعض الشباب هداهم الله، فكم ذهبت أرواح بريئة بسبب استهتارهم؟! والأرقام في ازدياد!

كم من أمٍ جفّت ادمعها وهي تبكي فلذة كبدها الذي فقدته وهو في ريعان شبابه، وكانت ترى فيه الأمل والمستقبل الزاهر.

وكم من زوجة فقدت زوجها تحت إطار مركبة يقودها سائق طائش متهور فاقد للمسؤولية وأصبحت تصارع الحياة وحيدةً وأيتام بحاجة لمن يهتم بهم بعد وفاة والدهم.

وكم من أبٍ مكلومٍ بفقد ابنه بسبب السرعة والتهور في القيادة
وكم من أناسٍ فقدوا أعز أصدقائهم في حوادث سير ناتجة عن السرعة ومخالفات قوانين المرور.
كل هذه الحالات وغيرها بسبب استهتار سائقين متعجرفين طائشين متهورين يعتبرون الشوارع مضمارا للسباق وكأنهم سيأخذون جوائزًا على تهورهم اللا مسؤول الذي يؤول إلى قتل الأبرياء.

أوجه مقالتي هذه إلى كل أم مغترة بإبنها الصغير، الذي أهدته سيارة فاخرة ” للفخر والتباهي ” أمام صديقاتها.
وإلى كل أبٍ يُسرف في تدليل أبنائه فيفسدهم حيث يستغلونه بعض الأبناء في أمور تعود عليهم بالسوء في مواطن كثيرة لا تخفى على القارئ
وإلى كل شاب وإنسان اساء في استخدام مركبته ولم يفكر إلا في ممارسة حريته وأنكر حقوق الآخرين في استخدام الطريق وتهديد سلامتهم نقول لهم كفانا من اذاكم فكم من أرواح أُزهقت وكم من إصابات تملأ المشافي بعاهات مستدامة.

أقول لهم جميعًا: اتقوا الله في سلوكياتكم ، فالسيارة وسيلة نقل وليست أداة قتل بأي حال من الأحوال.

وكم من شاب في ريعان شبابه خضع لعدة عمليات لإنقاذ حياته، وقلب أمه يتفطر حرقة عليه؟! داعية الله عز وجل له بالشفاء، وهي لا تدري بعد دخوله غرفة العمليات هل سيخرج منها سليمًا معافا؛ لتقر عينها به؟! أم لا؛ لتتقبل العزاء فيه؟!

وكم من فاقد للوعي على سرير أبيض لسنوات عدة، لا يعي من الحياة وجمالها ونعيمها شيئًا بسبب الرعونة والحماقة وتفاهة العقول.

وحكوماتنا الرشيدة ممثلة بوزارة الداخلية لم تقف حيال هذه الظاهرة مكتوفة الأيدي، فقد سخرت منذ عقود مديدة جميع الإمكانات للتوعية بمخاطر السرعة في القيادة، لتحد من وقوع الحوادث المرورية المؤسفة، وغايتها في ذلك هي الحفاظ على حياة المواطن، وعلى حياة المقيم على هذه الأرض الطاهرة، ولكن للأسف يبقى هناك ثلة لم يردعهم رادع، ولم تؤثر فيهم توعية؛ فأخذوا يتحايلون بطرق ذكية على أنظمة وقوانين المرور والسير حتى ينفذون منها، متناسين أن ما عملته الوزارة في هذا المضمار وما سنته من قوانين لم يكن إلا لمصلحتهم وللحفاظ على أرواحهم؟

وفي الآونة الأخيرة عندما نُشرت الأرقام والاحصائيات لعدد حوادث السير أصبنا بصدمة وبشبه فاجعة من ارتفاعها المتزايد، وكأن اللوحات الإرشادية التي تدعو للحد من السرعة ليست مكتوبة إلا لتجمل الطرق لا لتحد من وقوع حوادث السير المؤسفة.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل آن الأوان أن ندرك أن الأفراط في استخدام السرعة هو صنوان وقرين للموت؟!، وندرك إن فيها هلاك لأفراد الأسرة التي هي نواة المجتمع السعودي؟!.
وهل آن الأوان نتعلم بجدية ونطبق بوعي قوانين السير والمرور؟!، ونتحلى بثقافة السلامة المرورية؟!

وهل آن الأوان أن نطبق بوعي كبير معنى المقولة التي تقول: “القيادة (فن و ذوق وأخلاق)”؟!

كتبت: حصة بنت عبد العزيز
كاتبة وأديبة

حصة بنت عبد العزيز

‏كاتبة مهتمة بالمجال الصحفي، أرى أنه إلزاما علي، أن يكون ماأقدمه للقارئ، ثروة حقيقية يتمتع بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى