كتاب الرأي

السادسة بتوقيت عرفة

نحن في كُل عام نُخطئ لأننا بشر ولسنا بمنزهين عن الخطأ، ثم نتوبُ ثم نعودُ مرة أخرى بخطأ جديد أو تكرار للسابق ليأتي شعور الندم.

فنتوسَّل إلى الله بطلب المغفرة والعزم على العودة إلى المسار الصحيح، والرغبة الأكيدة في أن لا يتوفانا الله إلا وهو راضٍٍ عنا.

وباب التوبة مفتوح في كل يوم بل وكل لحظة، وأعظم المواقيت الزمانية لتحقق المغفرة وإجابة الدعوات هي ساعات يوم عرفة؛ ونترقب هذا اليوم كل عام؛ رغبةً في تحقيق الأمنيات، فبدءًا من ظهيرة هذا اليوم العظيم تتوجه القلوب والألسن بالأدعية إلى بارئها وقاضي حوائجها، فيكونون وكأنهم كالحجيج في مسجد نمرة، وعلى صعيد عرفات، يقفون صائمين ويدعون دُعاء المضطر، علَّهم يُقبل منهم الدعاء وصالح العمل.

وفي هذا اليوم لا تحتاج إلى حفظ أدعية محددة، بل على قلبك الحضور، وعلى عقلك اليقين والتجرد من الحول والقوة إلى حول الله وقوته، فهذا خير يومٍ طلعت عليه الشمس؛ يُغفر لمن صامه إيمانًا وإحتسابًا سنةً قبله وسنةً بعده.

فالحمد لله على نعمة هذا اليوم العظيم، فقط اطرق باب التوبة والبس لباس الضعف والتجرد من الحول والقوة وادعُ دعاء المضطر الذي نفذت أمامه كل الحلول ولا يملك سوى كلمه (يارب). إذهب إليه بكل ضعفك، وسيدهشك حتمًا بعطاياه؛ فهو الكريم الذي يحبُّ أن يُطرَق بابه، وثق تمامًا أنه في كل مرة تأتيه سيسمعك ويهذبك ويعطيك حتى يرضيك.

اجتهد في استثمار تلك الساعات القليلة في ذلك اليوم العظيم، ولا تنشغل عنها في الأمور الدنيوية؛ فهنالك منحٌ لا تعوض، ولعلك تفوز بمغفرته، وإياك أن تسول لك نفسك أو الشيطان تضييع هذه الفرصة وتتصور أنه لن يُقبل منك، أو أن ذنوبك كثيرة فبأي وَجهٍ تأتي فتطلب المغفرة!

فالله سيغفر لعبده العاصي ما دام من المستغفرين، فأقبل بيقين تام بأن الله قريب وقادر وسميع يجيب دعوة المضطر إذا دعاه.

بقلم : عبير مطر الحارثي 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: