ملتقطات متناقضة/خاص مقالات الدكتور إبراهيم

وجدت بأوروبا مسلمين بدون إسلام ووجدت عندنا إسلاما بدون مسلمين

بعد التأمل لتلك المقولة إستشعرت أنها ردة فعل للقائل افتقد فيها الحكم السليم للموقف اﻷخلاقي عند شعوب أوروبا للتنطلق تلك العبارة مبتسرا الحقيقة في ردة فعله.

اﻻخلاق ترجمة بالممارسة للمبادئ ، والمثل التي يوقن بها الإنسان وهي تجسيد حي ، وتلقائي للمنطلقات التي في داخل الفرد ، وحتى الجماعات.
للأخلاق منطلقات ربما دينية ، ويشترك فيها أهل اﻷديان يلتزمون بها كواجب أملته الديانة وهكذا في المجتمعات الدينية يفترض أن تكون معيارا لمستوى التدين الحقيقي أو بالقدر الذي يبقيها أي الأخلاق في دائرة الدين.
المنطلق الثاني : منطلق منطقي لممارسة اﻷخلاق الفاضلة المستنتجة من الضمير ، والنتائج الخيرة وﻻ أقول النافعة وبهذا تشترك كل أجناس البشر في اختيار الممارسات اﻻخلاقية الخيرة للرغبة الملحة في عمق النفس البشرية للوصول لمرحلة الفضيلة .
ثالثا : الذوق ، والاستحسان فالشعوب التي ترى أنها ارتقت في السلم الحضاري تحاول بذائقتها أن تحسن التصرف في ممارسة الحياة فتستحسن الحسن ، وتؤديه ، وتتحمل ذلك بمسؤلية بعكس اﻷمم أو الشعوب التي لم تبلغ تلك الدرجة فتكون اللامباﻻة هي السائدة وإن وجد من أفرادها بعض الاستثناء
رابعا : أخلاق يتم الالتزام بها للمنفعة ، والمصلحة خاضعة للذكاء اﻹجتماعي للممارس والذي بدوره يخرجها بقدر مالدية من إمكانات أثناء الممارسة .
لذا في شعوبنا تكون الأخلاق لدينا في الغالب دينية ولكن بحسب تديننا فتظهر بالشكل المشاهد اﻻن ﻷن بقية المنطلقات تكاد تتدنى إلى مافوق الصفر فتلقائيا تتفوق أخلاق اﻷوربيين للثلاثة العوامل إضافة لنسبة تدين لدى المجتمعات اﻷوروبية عموما.
والمجتمعات لدينا متى ماجتمعت العوامل السابقة لديها ستكون إسلاما مرتسما بممارسات هذه الشعوب التي ينقصها الكثير فالمسلم الذي ضعف دينه لن تسعفه بقية المنطلقات ﻷنها باﻷصل مفقودة لديه منذو أمد ليس بالقصير……لذا أفترض أن المقولة اﻷكثر صوابا(لقد اكتشفت في أوروبا منطلقات للأخلاق لم نعرفها ، ولم نهتم بها ) فتفوقهم الحالي نتاج جهد ، وعمل دؤب لتحقيق التفوق اﻷخلاقي تزامنا مع تفوقهم المادي ، والحضاري ، والشعور بالمسؤلية أمام ضمائرهم في سيادة اﻻرض ، وشعوبها .
ودمتم سالمين ،،،،،،،،،،،،

د/إبراهيم بن عبدالله العبدالرزاق
المملكة العربية السعودية
القصيم – بريدة ..

ابراهيم العبدالرزاق

كاتب عام في شؤون الحياة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى