حروف مبعثرة …

إلى روح أمي الطاهرة .. وكل الأمهات المؤمنات من عباد الله الصالحين في أرض الله ..
إلى من رعتني صغير وخافت علي كبيرا ..
إلى من أكرمها المولى جلت قدرته بأن جعل الجنة تحت أقدام ( الأمهات ) ..
إلى كل من فقد عزيز أو قريب عليه ..
الى الراحلون من هذه الدنيا الفانية .. والباقون ينتظرون الموعد المحتوم ..
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلنا ممن إذا ابتلي صبر .. واذا اعطي شكر .. واذا اذنب استغفر ..
الموت حق على كل عباد الله في أرضه .. لذلك أكرم الباري سبحانه وتعالى عباده المؤمنين أحياء وأموات .. فكان بهم رؤفا رحيما فله الحمد والشكر عدد ملكه وزنة عرشه ومداد كلماته ورضاء نفسه ..
الحمد لله الذي كتب على نفسه البقاء وعلى عباده الفناء .. الحمد لله القائل ( ” وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” ..+صدق الله العظيم.
الحمد لله الذي أكرمنا بأن فطرنا على دينه القويم وسنة نبيه الكريم .. لا يزيغ عنهما إلا هالك .. هاتين الركيزتين في حياتنا في دنيا الله الفانية هي ما يجعلنا مؤمنون ر اضون بقضاء الله وقدره ( خيره وشره ) .. الحمد لله الذي أكرم عباده الحامدون الشاكرون بأن بنى لهم بيت الحمد في جنات النعيم ..
عليه فإننا جميعا راضون بما كتب الله سبحانه من فقد كل عزيز على قلوبنا أب أو أم أو ابن أو ابنة او زوجة أو زوج أيا كانت صلتنا بهذا القريب .. لكن سمو مقام الوالدين أجل وأعظم .. خاصة وقد قرن الله سبحانه وتعالى طاعته بطاعتهما في قوله تبارك وتعالى ( { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احسانا } (الإسراء: 23)،.. إلا أن ثواب الصبر والإحتساب عند المصيبة هو من الفضائل التي وعد الله عباده الصابرين المحتسبين بجزيل العطاء ورفعة الدرجات وسمو المقام في جنات النعيم ..
كلنا راحلون من هذه الدنيا .. لذلك اوصي نفسي أولا وكل عزيز وغال أن يكون سلاحنا الصبر والأحتساب والترحم والدعاء لوالدينا واهلينا ممن فقدنا … فذلك اسمى درجات البر بهما والوفاء لهما وتعهدهما بالدعاء الصالح لهما .. عملا بحديث النبي صلوات الله وسلامه عليه .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
رحم الله والدينا ووالديكم وعامة المسلمين وجمعنا بهم في جنات النعيم على الحوض المورود .. نسأل الله الكريم أن يثقل بالحسنات موازينهم .. وأن يجعل ما أصابهم في حياتهم كفارة لهم ورفعة لهم في الدرجات .. نسأل الله الكريم أن يظلنا معهم تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله .. نسأل الله أن يجزيهم بالاحسان احسانا .. وبالسيئات عفوا وغفرانا يوم تنصب الموازين نسأل الله أن يثبتنا وجميع عباده على الصبر والاحتساب .. دون شك الحوادث تترى على عبيد الله في ارضه والأقدار كتبت ولكل أجل كتاب وأيامنا معدودة وساعاتنا محسوبه نسأل الله أن نلقاه ونحن في احسن حال موحدين حامدين شاكرين .. وإنا لله وإنا اليه راجعون …

