وهج المشاعر

ألمُ الرحيل

 

24 /4/ 1444هـ ،  ها هو العام الثاني مضى على وفاتك أختي، وقبل مرور العامين بستة عشر يومًا، وبالتحديد يوم الثامن من شهر ربيع الثاني، وفي نفس يوم وفاتك الأربعاء…أنتقلت إلى رحمة الله، كبيرة العائلة ورحلت، “بنت والدي ” وأكبر أولاده. 

قبل عامين و أختنا “أم سعود” كانت معنا تودعك رغم تعبها وكبر سنها، ولكن فقدك كسرها وكسرنا، واليوم أتت إليك “أم سعود” لتكون بجوارك في مسكنها الأخير.

كم كان القلب موجوعًا عند ذهابنا إلى المغسلة التى ودعناك فيها الوداع الأخير، أتينا إليها مرة ثانية لنودع أختنا وفقيدتنا “أم سعود” ونضع على جبينها قبلة الوداع، وهي في رحيلها إلى بيتها الأخير، وقلوبنا يعتصرها الحزن لفراقها وفراقك.

كم هو مؤلم فقدكن؟! وكم هو مؤلم الحزن بداخلنا عليكن؟!

فقيدتي “أم فؤاد” والنور الذي فارق حياتنا:

كيف أخاطب روحك الراحلة، وأخبرك بما يدمع قلوبنا من عامين لفراقك. لا تظني أن قلوبنا نسيتك؛ ولكن قلوبنا تخبئ الحزن لأجل أولادك، وأمي التي أثقل الهم قلبها و أنهكها المرض ، ومرت بها الليال الطوال دون نوم…حزنًا وألمًا لفراقك.

فقيدتي:

ابنتك سوف تُزَف، كيف لي أن أراها؟! وأنتِ من كنت بجانبي في يوم زفافي لا أراك بجانبها! كيف لعيوني أن تمسك دموعها من الانسكاب؟! كيف لعقلي أن لا يراجع الذكريات؟! وكيف لقلبي أن يتحمل الموقف؟!

فقيدتي:

قبل وفاتك أوصيتنا ألا نقطع الوصل بأولادك . يعلم الله أن وصيتك لم تنسى، ولم نقطع فيهم ولكن زفاف ابنتك سوف نتغيب عنه غصبًا عنا، بسبب فقدنا أختنا وغاليتنا “أم سعود” فسامحينا وأنت تحت الثرى يا “أم فؤاد”

رحلت أرواحكن الطاهرة إلى ربها، ولكن ذكراكن الخالدة باقية في القلب حية، رحمة الله تغشاكن “أم فؤاد” و “أم سعود” وجعل جنة النعيم مسكنكن.

…………

الكاتبة _جود المالكي _ مكة المكرمة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى