السعودية: القلب النابض لكل قضية إسلامية في أوروبا
بقلم : نصرت رمضان
من قلب مقدونيا الشمالية، نتابع بفرح كبير الخطوة التاريخية التي تمثلت في توقيع مذكرة التعاون بين المشيخة الإسلامية في مقدونيا الشمالية ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية. هذه المذكرة ليست مجرد اتفاقية، بل هي رسالة واضحة للعالم بأن المملكة العربية السعودية تظل الرائدة في دعم القضايا الإسلامية على مستوى العالم، وأن اهتمامها يمتد حتى إلى أبعد بقاع الأرض، هنا في مقدونيا.
كمواطن ومهتم بالشأن الإسلامي، أرى في هذه المبادرة علامة فارقة تُسجل في تاريخ العمل الإسلامي في منطقتنا. المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تؤكد من جديد على موقعها الرائد كحامي للهوية الإسلامية، وداعم للعلم والدعوة، ومُلهم للشعوب المسلمة أينما كانوا. و في هذا السياق نقدر و نثمن الدور الرائد والمعزز الذي لعبه معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، معالي الشيخ د. عبد اللطيف آل الشيخ، في إنجاح هذه المبادرة التاريخية. فقد جسّد معاليه رؤية المملكة العربية السعودية في دعم العمل الإسلامي في الخارج، وحرص على أن يكون هذا التعاون نموذجًا عالميًا في تعزيز العلم والدعوة والاعتدال. بجهوده المستمرة وإشرافه المباشر، تم وضع أسس متينة لهذا التعاون، مما يعكس اهتمام الوزارة ش الإسلامية العميق بتعزيز الوحدة الإسلامية ونشر القيم الإسلامية السمحة في أوروبا، ويثبت أن معالي الوزير تتحرك عمليًا لتحقيق أثر ملموس ومستدام.
إن هذا التعاون يمثّل بالنسبة لنا ليس فقط فرصة لتطوير المشاريع التعليمية والدعوية والثقافية، بل هو رسالة أمل لكل مسلم في مقدونيا الشمالية بأن هناك من يسانده ويحرص على أن ينعم بأفضل الفرص للعلم والدعوة والاعتدال. إنه إعلان عن أن المملكة ليست بعيدة عن واقع المسلمين في أوروبا، بل هي القلب النابض لكل قضية إسلامية، مهما بعدت المسافات.
كمهتم بشأن الإسلامي في مقدونيا، أرى أن هذه المذكرة تؤكد شيئًا أساسيًا: أن العمل الإسلامي المثمر يحتاج إلى رؤية واضحة ودعم مؤسسي عالمي، وأن السعودية، بعزمها وقيادتها، تمثل نموذجًا حقيقيًا في هذا المضمار. كلنا أمل أن يكون هذا التعاون نواة لمشاريع أكبر وأعمق تعود بالنفع على الأمة الإسلامية بأسرها.
ونحن على يقين أن هذا التعاون التاريخي سيفتح آفاقًا جديدة للعلم والتعليم والدعوة في مقدونيا الشمالية، وسيكون مثالًا يُحتذى به في تعزيز الوحدة الإسلامية والتفاهم بين الشعوب. كما أنه يبعث رسالة لكل مسلم بأن الأمل دائمًا موجود، وأن العمل الصادق والمبادرات البناءة قادرة على إحداث فرق حقيقي ومستدام، ليكون المستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة، ويحقق طموحاتنا في نشر العلم والاعتدال والوعي الإسلامي في قلب أوروبا..
الشيخ *نصرت رمضان*
جمهورية مقدونيا الشمالية*