سلامٌ على الشامخين
✍️ ناصرمضحي الحربي :
سلامٌ على الشامخين، أولئك الذين يمشون في الأرض هدوءًا، ولكن أثرهم يظل عاليًا، كأنما يكتبون المجد في خطواتهم. لا تراهم كثيرًا، لأنهم لا يسعون للضوء، بل يُضيئون من الداخل، بقلبٍ مملوء وفاءً، وضميرٍ لا يساوم على القيم، ونفسٍ كبيرةٍ لا تُنازع على الصغائر.
هم أولئك الذين إذا حضرتهم المواقف، كانوا فيها كالجبال، ثباتًا وشموخًا. لا تزلزلهم الرياح، ولا تُغريهم العواصف، لأنهم تربّوا على معاني العزّة، ونشؤوا على خُلق النبل. الكلمة عندهم مسؤولية، والصمت أحيانًا أبلغ من كل قول، والكرامة ليست شعارًا، بل طبعٌ يسري في دمائهم.
سلامٌ على الذين لا يُسمِعونك صخبًا، ولكنك تجد طيب أثرهم في المواقف، وفي ذكرى الناس، وفي دعوات المحبة التي تُرفع لهم غيبًا. تراهم حيث يكون الوفاء، ولا تجدهم حيث تُباع المواقف أو تُشترى المبادئ. ينأون عن اللغو، ويزهدون في التوافه، ويعيشون بفكرةٍ واضحة: أن الحياة قصيرة، فلا تليق بهم إلاّ العزة، ولا يليق بهم إلاّ حُسن الأثر.
لهم في القلوب مكان، وفي الدعاء نصيب، وفي الذاكرة بقاء.
حفظكم الله ورعاكم أينما كنتم، يا من زانكم الصمت وقوّتكم القيم، وجعل من خُطاكم سُبلًا للنُبل، وعمر قلوبكم بالطهر والوفاء.