حروف مبعثرة .. !!
الليل واهواله ..أوجاعه .. آلامه .. آهاته … سُهاره .. شاكوه .. عُشاقه ..
دائماً هم وساعاته في جدل لا ينتهي .. بوح ما بين شكوى وأنين ..
قضية لم يجدا حلا لها .. ولا سبيلا للخلاص من بواعثها ومسبباتها ..
فلا هو الليل أفل بقليل من المنغصات .. ولا هم سُهاره وعُشاقه طاب مسمرهم ، وخلت لياليهم وساعات صفوهم من توارد الذكريات صاحبها بعض الخواطر من هنا وهناك لأسباب متفاوتة تختلف بين هذا وذاك .. وتلك وهذه ..
سؤال يطرح نفسه لماذا الليل وحده ؟!!.. ماهي قضيته مع بعض ألسمار .. وهل هو جدل أزلي ..
ما هو سر التناغم بين ساعات الليل وضوء قمره ونجوم سمائه مع فئة معينة ممن أحاطت بهم بعض الظروف فجعلوا الليل متكأ للبوح والشكوى وزفرات الحنين وتجاذب بين البعيد والقريب ..
هل يرون في تلك الوتيرة ما يخفف لواعج البعد والحرمان .. ويهون على المتعبين بعضٍ ممّا يشكون منه في مناجاتهم .. فقد يكون هناك كثير مما لم نحط به وصفا دقيقا .. أو نقف عليه يقينا ..
لماذا لا يكون النهار بضوء شمسه .. وبصيرة الرؤى فيه لكل شيء حولك .. هو الأكثر قربا لتلك الأرواح التي أحاطت بها الظروف المزعجة إحاطة السوار بالمعصم .. فقيدت وأحكمت تصرفاتها تلك،
إلا في ساعات الليل دون النهار ..
وحتى أخرج بجواب مقنع شاف حول هذه الميزة التي اختص بها الليل وحده .. كعادتي سألت أحدهم ممن أعرف له ميزة عشقه سهر الليالي ..
أجاباني ( بنبرة حادة .. وصوت لجوج ) لضعف معلوماتك ولآنك ممن طواهم قطار العمر وفاتتهم مقاعد العناء وغرُبت في اعمارهم اشراقة العُشاق وخبت مع تواضع امانيهم بواعث الأشواق .. ناصبت الليل وحده العداء .. وأقمت نفسك مُشرعا لتصرفات المخاليق في دنيا الخالق … أنت يا صاحبي لست عن مرضى وسُهار الليالي ببعيد ..
قلت كيف ؟!!..
رد على سؤالي ليس الليل بعمر ساعاته سوى ستر هدوء يلف من تناولتهم بالوصف والطرح هنا .. جريرتهم أنهم مستغلين وقته بالسكون اليه في بث ما يشكون منه .. وغسل أوجاعهم بمناجاتهم المختلفة .. ولم يعلموا أن حظرة جنابك الكريم ستكون مراقبا وخصما لدود لهم وليلهم في آن واحد ..
ثم تنهد بعمق وقال .. الله عليك يا أخي ما أقوى شماتتك مابين الليل وعشاقه .. ولا الومك فقد غاب عن تفكيرك أن لليل حضور ( زاه ) مٌبهر حتى في نفوس العصاة الراغبين التقرب لمولاهم جل في علاه تائبين منيبين مستغفرين .. تخضع جوارحهم وتزفر صدورهم ( أنين وشكوى ) ما بينهم وخالقهم في جوف الليل البهيم يرجون عفوه ومغفرته ..
الليل له رهبة تتجلى فيه النفس المأسورة بما يحيط بها متنفسا للبوح قد لا يتحقق في ساعات النهار التي جعلها الله للكد والسعي في أطناب الأرض ..
ختم حديثه معي قائلا دع الليل لعشاقه واخلد في نومك دون أحلام واجعل يومك من باكورة صباحه مفعما بأمل العطاء والجد والاجتهاد لتستفيد وتفيد .. إن كان في الهمة من بقية .. وإلا فترك مالا يطاق لمثلك أولى وأسلم ..
ولك نصيحة محب إن كان فكرك خالي البال فأحمدا لله على ذلك واترك السمار وليلهم خشية ان تتيه بك السبل فلا ليلا هنئت ولا نهارا انتجت وبذلك ذهبت ساعات عمرك سدى ..
ثم غادرني دون استئذان كعادته .. واختم بمغادرته تصوراتي بين حروفي المبعثرة
لكم أنتم أحبتي خالص الود ….