مشهد روحاني عظيم على جبل الرحمة
عرفات/ ناصرمضحي الحربي
يعيش جبل الرحمة اليوم لحظات مهيبة مع توافد جموع الحجاج إليه منذ ساعات الصباح الأولى، قلوبهم متلهفة لنيل الرحمة والمغفرة، وأيديهم مرفوعة بالتضرع والدعاء في مشهد يتجلى فيه الصفاء الروحي والسكينة، حيث وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة بأنه: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة”.
يُعدُّ جبل الرحمة، الواقع في قلب مشعر عرفات، من أبرز معالم المشاعر المقدسة، ويحمل مكانة تاريخية عميقة لارتباطه بسيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي وقف عليه في حجة الوداع ملقيًا أعظم خطب التاريخ الإسلامي عند صخراته الشهيرة، التي لا تزال شاهدة على ذلك الحدث الجليل. ويتميز الجبل بارتفاعه الذي يصل إلى نحو 65 مترًا عن سطح الأرض، في مشهد يأسر القلوب ويبعث مشاعر الهيبة والخشوع.
وتحرص القيادة الرشيدة -أيدها الله- على توفير بيئة مريحة وآمنة للحجاج عبر تنفيذ مشروعات نوعية في المنطقة، من بينها مظلات واسعة ومراوح رذاذ لتلطيف الأجواء والتخفيف من الإجهاد الحراري، مما يعكس الاهتمام الكبير براحة ضيوف الرحمن أثناء أداء مناسكهم.
وبزوغ شمس هذا اليوم، يحول ساحة الجبل إلى لوحة إنسانية رائعة، حيث يذوب فيها اختلاف الأجناس واللغات، وتتوحد القلوب بنداء واحد: “لبيك اللهم لبيك”، في مشهد يفيض بالإيمان والانكسار بين يدي الله، ويظل محفورًا في ذاكرة الحجاج كواحد من أعظم التجارب الروحية التي لا تتكرر إلا في هذا اليوم المبارك.