الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

كتاب الرأي

القلب الأبيض… حين يتمنى الخير للجميع

بقلم/ناصرمضحي الحربي

في زمنٍ تزداد فيه مشاعر التنافس والحسد، يسطع نور نادر من بين القلوب… إنه نور “القلب الأبيض”، ذلك القلب النقي الذي لا يحمل حقدًا، ولا يغار من نعمة أُنعِم بها على غيره، بل يفرح لسعادة الآخرين كأنها سعادته، ويُسرُّ لنجاحهم كما لو كان نجاحه.

القلب الأبيض هو من يتمنى الخير للجميع، دون أن يُثقل كاهله بحسابات الربح والخسارة. فهو يعلم يقينًا أن سعادة الآخرين لن تُنتزع من سعادته، وأن أرزاق الناس لا تُنقِص من رزقه، وأن الصحة والعافية لا تُوزَّع بعدد محدود يُنتزع من شخصٍ ليُعطى لآخر. بل يؤمن أن خزائن الله لا تنفد، وأن الخير إذا عمّ ارتاح الجميع.

هذا القلب الطاهر لا يضيق برؤية الآخرين ينجحون، بل يدعو لهم أن يزدادوا نجاحًا. لا تُحركه الغيرة السوداء ولا الحسد، بل تدفعه المحبة الصادقة والتمنيات النابعة من صفاء داخلي. هو قلب ارتقى فوق الصغائر، واستقر في سماء الطمأنينة، حيث لا اضطراب ولا تنافس على رزق مقدَّر لا يضل ولا ينسى.

القلب الأبيض لا يُشغِل نفسه بمقارنة ولا بمنافسة، لأنه منشغل ببناء نفسه، وبالارتقاء بأخلاقه، وبزرع بذور الخير حيثما حل. يبتسم حين يرى الآخرين يبتسمون، ويفرح حين يسمع بخبرٍ سارّ عن غيره، ويدعو في جوف الليل لمن يحبهم دون أن يعلموا، لأنه يرى في سعادتهم صورة من جمال الحياة.

ولعل أجمل ما يميز صاحب هذا القلب أنه يعيش بطمأنينة. فلا يؤرقه ما في أيدي الناس، ولا يُرهقه التطلع لما عند غيره، لأنه على يقين بأن ما كُتب له سيأتيه، وما فاته لم يكن له.

في زمن التنافس واللهاث خلف المظاهر، نحتاج إلى القلوب البيضاء، نحتاج إلى هذا الصفاء الذي يعيد للحياة طعمها الحقيقي… طعم الحب، والتراحم، والرضا.
فكن صاحب قلب أبيض… واسع صدر، طيب نية، نقي سريرة، تكن أنت الخير أينما حللت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى